كشف مصدر أمني مسؤول ل "الوطني" أن اللواء عبد الغاني هامل، طالب في الساعات القليلة الماضية، بالتدقيق في سير أعوان الأمن العاملين على مستوى المطارات والموانئ تمهيدا لإجراء حركة تغيير مرتقبة، تمس هذه المراكز الحساسة، خاصة مع الإرتفاع المستمر لعمليات التهريب عبرها. ونظرا للحجم الكبير لهذه العمليات، قررت القيادة العامة للأمن الوطني، التحقيق بشكل دوري مع أعوان ومسؤولي الأمن في هذه المراكز، التي تعتبر نقاط عبور، إضافة إلى عمليات التحويل المفاجئة، والتي لا تتعدى 6 أشهر حسب ما أفادت به مصادرنا، خاصة وان اللواء عبد الغاني الهامل، سبق وأن أجزم أنه سيحارب التسيب وسط عناصر الأمن، والحفاظ على مصداقية هذا الجهاز الحساس. تقول تقارير حديثة أعدتها المصالح المعنية، أن أغلب عمليات التهريب الكبيرة، وعمليات الإجرام الخارقة للحدود، يكون ضمنها عناصر أمن بطريقة أو بأخرى، ويكشف التقرير الإرتفاع مستمر لانخراط عناصر الأمن ضمن الشبكات الإجرامية في الجزائر، ويضيف التقرير، أن عناصر الأمن إما أن يكونوا ضمن أفراد العصابة، أو يقدموا الدعم اللازم لها بطريقة أو بأخرى، وفي هذا الإطار، يحصي التقرير 96 عملية تهريب و إجرام، شارك فيها 80 عنصر أمن في الثلاث سنوات الماضية. ومن أبرز العمليات تلك التي لازالت متواجدة على طاولة محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء العاصمة، والمتعلقة بتكوين جمعية أشرار، والمتاجرة في المخدرات والهجرة السرية، تورط فيها سبعة متهمين، يأتي على رأسهم ثلاثة مضيفين بالخطوط الجوية الجزائرية، وبحارين بميناء الجزائر، بالإضافة إلى شرطيين بالعاصمة. حيث تورط عناصر أمن بالميناء في تهريب كمية كبيرة من المخدرات، عبر باخرة قادمة من إسبانيا، وبعد التحقيق تم الكشف أن عملية التهريب تمت بتواطؤ مع عمال من ميناء الجزائر ومضيفين ينتمون لشبكة يترأسها، حسب تصريحات المتهمين في محاضر الضبطية القضائية، المدعو ''ن ،ر'' المتواجد حاليا في حالة فرار، بإحدى الدول الأوربية نظرا لعدم اكتمال هويته الحقيقية لدى مصالح الأمن. قضية أخرى لا تقل أهمية، وهي القضية التي تعود إلى 2008، عندما توصلت تحقيقات مصالح الأمن بالجزائر، نهاية السنة الماضية، لتحديد هوية بارون استيراد الكوكايين من كولومبيا، وهو المدعو ''الأخطبوط''، بالإضافة إلى 4 مروجين آخرين بالمحمدية شرق العاصمة، من بينهم عنصر أمن، ليتم فيما بعد تفكيك أعضاء باقي الشبكة التي تعمل بمعية شبكة تجار بفرنسا، من بينها شرطي سابق بالجزائر، وشرطي آخر متقاعد بفرنسا، كما كشفت عملية التحقيق، أن الشبكة هربت كميات كبيرة من المخدرات عبر ميناء العاصمة، بعد التسهيلات الكبيرة التي وجدتها من طرف أعوان الأمن العاملين في الميناء.