أودع أمس الجمعة المراسل الصحفي لجريدة "الوطني" ياسين بوحسون شكوى ضد مير أرزيو مخطار العياشي بعد اهانته أثناء تأدية مهامه من قبل هذا الأخير وعوني الوقاية والأمن بمقر المجلس الشعبي البلدي، حيث لم يكتف أعوان الأمن من منع الصحفي الذي كان مرفوقا بوثيقة أمر بمهمة من تغطية حدث احتجاج قرابة 100 عامل بالبلدية، أول أمس، الخميس، حتى فاجأوه باستعمال القوة والركل باليد لأخذه إلى مكتب المير عياشي مخطار ليجد نفسه في مقام المجرمين في سيارة تابعة لأمن أرزيو بعدما طلب رئيس البلدية من الأمن التحقيق مع الزميل الصحافي بوحسون ياسين، وبعد تعرض مراسلها للاهانة قررت جريدة "الوطني" بدورها التأسيس كطرف مدني وضم شكواها إلى شكوى الصحفي الضحية الذي أودع صباح أمس شكوى لدى مصالح الأمن بارزيو وتم اخذ أقواله، لا سيما وأن الأخير كان في إطار مهمة كلّفته بها الجريدة. المراسل الصحفي للناحية الشرقية لوهران توجه في حدود الساعة العاشرة والنصف نهاية الأسبوع الفارط إلى بلدية أرزيو، وكان الزميل الصحفي الوحيد الذي كان متواجدا بعين المكان من أجل تغطية احتجاج 100 عامل ببلدية أرزيو خرجوا بدورهم للمطالبة بإدماجهم في العمل كونهم لم يتحصّلوا على أيّ وثيقة تثبّت وضعيّتهم المهنية، وبما أن أخلاقيات مهنة الصحافة تلزم على الإعلاميّين الإلمام بجميع وجهات نظر الأطراف لتأكيد شفافية ومصداقية المقالات الصحفية فإن الزميل بوحسون ياسين بعد أن غطّى الاحتجاج برصد أقوال العمال المحتجين، عاد إلى مقر البلدية في الواحدة والنصف بعد الزوال، وطلب استقبال الأمين العام للبلدية "غادي العيد" له وأشهر في هذا الإطار أمام مرأى عوني الوقاية والأمن وثيقة الأمر بالمهمّة ، غير أنه تفاجأ بالعونين يدفعانه ويقولان إنه لا وجود لهذا الإسم هنا، وبينما وقف المراسل الصحفي على بعد 50 مترا من البلدية، حتى وجد نفسه بعد خمس دقائق محاطا بعوني الأمن المشار إليهما، حيث ركلاه باليد واستعملا معه القوة قائلين بأن المير استدعاك ويريد رؤيتك مع أن الضحية الصحفي لم يطلب إطلاقا رؤية العياشي، كما أن الأسلوب الذي نفّذ في حقه جعله ينهار وكأنه اقترف جرما ما، إذ به في مكتب رئيس البلدية يتنبه إلى أن هذا السيناريو لم يكن ليقع إلا بعد أن تعرّف الأعوان على جريدة الصحفي، بأنها جريدة "الوطني" وتم إخطار "سي العياشي" مير أرزيو بدليل طلب المير من المراسل وثيقة أمر بمهمة وقام بنسخها وإرجاعها إلى المراسل. ممارسات رئيس المجلس الشعبي البلدي لأرزيو لم تصل عند هذا الحد، بل وفاقت كل الاعتبارات عندما رفع سمّاعة الهاتف واستدعى الشرطة بمقر أمن أرزيو للحضور دون سبب وجيه ومن ثمة وبحضور شرطيين اختصر المير كلامه قائلا:"خذوه وحققوا في هويته". وبالفعل تم أخذ المراسل الصحفي بوحسون ياسين بعد احتجاز المير له بمكتبه، أخذ كالمجرمين إلى المقر، غير أن الشرطة بمقر أمن أرزيو لحسن الحظ كانت متفهمة للوضع، وطلبت من الضحية المغادرة لأنه لم يحدث أيّ شيء، وبالفعل لم يحدث شيء للمير العياشي لأن الصحفي كان منضبطا في معاملاته، غير أن الممارسات الانتقامية للمير من جريدة "الوطني" كانت باستعمال أساليب همجية، إذ أنه لو كان له مبرر لفعلته لاتّبع الإجراءات القانونية التي من شأنها إثبات براءته من المقالات المنشورة، أما اليوم وأن طريقة التعامل وصلت إلى ابتزاز صحفيي الجريدة فإن جريدة "الوطني" قررت التأسيس كطرف مدني لمقاضاة المير العياشي.