استفحلت مؤخرا بولاية وهران ظاهرة التسول التي أصبحت الديكور الغالب عبر كافة الأحياء والشوارع، وكذلك الشأن بالنسبة للأشخاص المختلين الذين أصبحوا يتجولون في كل مكان ويثيرون الكثير من الرعب والخوف . ظاهرة التسول والتشرد التي أصبحت في السنوات الأخيرة تشوه الصورة الحقيقية لولاية وهران، أخذت تعرف منحنيات خطيرة رغم التدخلات الكثيرة لمصالح النشاط الإجتماعي، التي أصبحت تتدخل يوميا من أجل توقيف هذه الفئة وإدماجها في المراكز إلى جانب إحالة الكثير من المتوسلين على العدالة مثلما حدث في الأشهر القليلة الماضية، إذ أقدمت مصالح النشاط الإجتماعي على إحالة الكثيرين على العدالة، وتم الحكم على 5 منهم بالسجن بعد اكتشاف بأن وضعهم الإجتماعي مريح وليسوا بحاجة إلى التسول، في حين تم إدماج الكثير من المتسولين في مراكز خاصة، ومنحهم كافة الظروف، غير أن هذه الإستراتيجية لم تحقق النتائج المرجوة منها لحد الآن، بسبب النقص الفادح في الإمكانيات الذي حال دون تحقيق نتائج في الميدان، غير أن المشكلة التي تمنع نجاح هذه الإستراتيجية، هي التعنت الذي يتبعه غالبية المتسولين الذين يرفضون في كل مرة الإلتحاق بمراكز الإيواء المخصصة لهذا الغرض، مفضلين التسول في الشوارع والأحياء، إذ يجد أغلبية أعوان النشاط الإجتماعي المكلفين بهذه المهمة، صعوبة كبيرة أثناء خرجاتهم الميدانية من أجل جمع هؤلاء المتسولين والمتشردين، وفي حالة إقناعهم بالذهاب إلى المراكز، فإنهم سرعان ما يغادرونها، وهو المشكل الذي أصبح قائما وحال دون تحقيق نتائج في هذا الميدان، أما بخصوص المختلين عقليا، فالحال لا يختلف عن سابقه بالنسبة للمتسولين، خاصة ما تعلق بالنقص في المراكز التي من شأنها أن تحتضن هذه الفئة التي أصبح الشارع الملجأ الوحيد لها، وقد برّر القائمون على العملية المتعلقة بجمع وإيواء هذه الفئة، برروا الإنتشار الكبير للمختلين عقليا بشوارع الولاية بنقص الدعم من قبل مصالح الحماية المدنية وكذا الشرطة، التي ترفض في الكثير من المرات التدخل في العمليات الخاصة بجمع هؤلاء، خاصة وأن الكثير من الأعوان المكلفين بهذه العملية، أصبحوا يشتكون من الإعتداءات المتكررة التي أصبحوا يتعرضون لها أثناء عملهم. كل هذه المعطيات تدل على أن المتسولين أصبحوا يتمردون على كافة القوانين، وباتوا يفرضون قانونهم الخاص رغم التهديدات التي قدمتها مصالح النشاط الإجتماعي والتي تمثلت في السجن، إلى جانب تعهد المصالح المعنية بالتكفل بالفئة الهشة، من خلال تقديم منحة رمزية أو مساعدتهم على الحصول على عمل، غير أن المتسولين لا زالوا متمسكين بهذه الظاهرة السلبية التي أصبحت تشوه أحياء وشوارع الولاية.