قررت بريطانيا طرد كل الدبلوماسيين الإيرانيين وإغلاق السفارة الإيرانية في لندن وذلك ردا على مهاجمة السفارة البريطانية في طهران، بعد مظاهرة نظمت للتنديد بالعقوبات المفروضة على إيران بسبب برنامجها النووي. ومنح الدبلوماسيون الإيرانيون 48 ساعة لمغادرة الأراضي البريطانية، كما تقرر إغلاق سفارة بريطانية في طهران، بعد أن غادر كل الدبلوماسيين الأراضي الإيرانية. وجاء ذلك بعد أن أعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أمام مجلس العموم أنه يفكر باتخاذ خطوات صارمة بعد أن تعرضت السفارة البريطانية في طهران إلى الهجوم من قبل حشد غاضب. وقال كاميرون إن همه الأول هو ضمان سلامة الدبلوماسيين البريطانيين ثم "سنفكر باتخاذ خطوات صارمة جدا ردا على هذا العمل المشين الذي اقترفه الإيرانيون" كما قال. وذكرت مصادر دبلوماسية غربية أن بريطانيا قامت أمس الأربعاء بإجلاء موظفيها الدبلوماسيين في طهران بنقلهم إلى الإمارات. وقالت المصادر إن عملية الإجلاء جرت بمساعدة وزارة الخارجية الإيرانية والعديد من السفارات الأوروبية ومنها سفارة فرنسا. وعرض التلفزيون الإيراني الرسمي صورا أظهرت المتظاهرين وهم يقذفون المبنى بالحجارة ويكسرون زجاجه، كما ظهر في الصور متظاهرون وهم يلوحون بوثائق وصورة كبيرة للملكة اليزابيث أخرجوها من داخل مبنى السفارة. وأبقي على الطاقم الدبلوماسي بالسفارة في مكان آمن داخل المقار الدبلوماسية أثناء الهجوم ولم يصب أي منهم بجروح. وقد عبرت وزارة الخارجية الإيرانية عن "أسفها" للحادث. وأثار الهجوم إدانات دولية حيث أدان مجلس الأمن الدولي الحادث "بأشد العبارات الممكنة". وكما أكد المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في بيان أن "الأمين العام أعرب عن صدمته وسخطه للحادث الذي جرى في طهران واقتحم خلاله متظاهرون السفارة البريطانية واحتجزوا موظفين فيها رهائن لفترة قصيرة ودمروا ممتلكات فيها". ووصف رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني إدانة مجلس الأمن الدولي للهجوم على السفارة بأنها "متسرعة" وقال "لأن الإدانة المتسرعة لمجلس الأمن جاءت للتغطية على جرائم ارتكبتها بريطانيا والولايات المتحدة "، وأضاف أن الشرطة الإيرانية فعلت كل ما بوسعها للحفاظ على النظام. من جانبه قال الرئيس الأمريكي باراك اوباما انه شعر "بقلق عميق" جراء الحادث، وان "هذا السلوك غير مقبول، وأنا أدعو الحكومة الإيرانية بقوة إلى محاسبة أولئك المسؤولين عنه". ودان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بشدة الهجوم على السفارة. يذكر أن فرنسا تحث دول الاتحاد الأوروبي على الانضمام إلى بريطانيا والولايات المتحدة وكندا لفرض عقوبات جديدة على إيران من أجل إجبارها على وقف نشاطاتها النووية. وكانت فرنسا أعلنت في هذا السياق أنها ستتوقف عن شراء النفط الإيراني.