وقعت وزارة الخارجية البريطانية تحت ''الصدمة'' إثر ''الهجوم غير المبرر'' لمتظاهرين على السفارة البريطانية، أمس، في العاصمة الإيرانيةطهران. حيث أكد البيان الصادر عن الخارجية أن ''عددا كبيرا من المتظاهرين قاموا بأعمال'' التخريب. واستنجدت بريطانيا باتفاقية فيينا والقوانين الدولية في تذكير السلطات الإيرانية بواجب ''حماية الدبلوماسيين والسفارات الموجودة على ترابها''، وطالبت لندن حكومة طهران بالإسراع ''في حماية الموظفين ومقراتنا''، يضيف البيان. جاء التنديد بعدما قام متظاهرون إيرانيون، ظهر أمس، بكسر زجاج السفارة البريطانية بالحجارة، ثم تسلقوا الجدران واستخلفوا العلم البريطاني بالعلم الإيراني، حسب الصور التي بثها التلفزيون الإيراني. وفي وقت لاحق، أمس، استولى حوالي 200 طالب إيراني على مبنى دبلوماسي آخر تابع لبريطانيا في شمال طهران. ونقلت الوكالة الإيرانية الرسمية حجز ''وثائق سرية ووثائق تجسس'' في البناية، فيما أشارت مصادر إعلامية دولية إلى عدم تدخل قوات الأمن التي كانت تحمي التمثيليات الدبلوماسية. وعرفت الأحداث تسارعا سلبيا بين البلدين، بعد مصادقة البرلمان الإيراني على لائحة تقلص العلاقات الدبلوماسية وإنهاء مهام السفير البريطاني، إثر تحيز بريطانيا مع أمريكا وكندا في إصدار عقوبات إضافية على إيران، بعد صدور تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي اتهمت طهران بتحضير مشروع نووي عسكري، بالرغم من طمأنة المجموعة الدولية بطابع المشروع السلمي. وأدانت باريس، على لسان وزير خارجيتها، آلان جوبي، الهجوم، وطالبت السلطات الإيرانية بالتدخل لحماية الدبلوماسيين الأجانب ونددت روما بدورها بالعملية. ويعيد حادث أمس للأذهان حادثة الرهائن الأمريكيين بطهران في نوفمبر 1979، بعد نجاح الثورة الإيرانية، التي قادها الإمام الخميني، في الإطاحة بالشاه الذي كان حليفا للغرب. وانتهت الأزمة بفضل الوساطة الجزائرية التي تمكنت من تحرير الرهائن بعد مفاوضات شاقة بين الطرفين في سنة .1980