أفادت مصادر نقابية، أن أستاذا بثانوية أول نوفمبر بدائرة جديوية ولاية غليزان، تعرّض لضرب مبرح من قبل مجموعة من تلامذته، مساء يوم الأربعاء الفارط، وذهبت بعض المصادر إلى حدّ التصريح بأن الأستاذ الضحية، أدخل غرفة الإنعاش، لكن بالإتصال مع أحد الأساتذة بغيلزان، أفادنا بأن الإعتداء قام به تلميذ واحد، وأن الأستاذ تحصل على شهادة عجز مدتها 6 أيام، إلا أن الطبيب الشرعي خفّض المدّة إلى 4 أيام فقط، وأضاف بأن الأستاذ تعرّض إلى كدمات بوجهه . ولحدّ كتابة هذا الخبر لم نتمكّن من معرفة هوية هذا الأستاذ، والأسباب التي أدّت إلى الإعتداء عليه، لكن المؤكّد أن ظاهرة العنف أخذت منحى خطيرا وتصاعديا في العديد من المؤسسات التربوية على المستوى الوطني، كان آخر حادث ذاك الذي عاشته الثانوية الجديدة بالرمشي، حيث اعتدى 3 تلاميذ في السنة الثانية ثانوي يوم 19 من الشهر الجاري، بالضرب على أستاذ مادة الفيزياء، ما استدعى نقله إلى العيادة المتعددة الخدمات لإسعافه، وقبل هذه الحادثة، بعشرة أيام عرفت ثانوية بن داودي محمد، حادث اعتداء تلميذ (متمرن بمدرسة للفنون القتالية) على أستاذ مادة التربية المدنية داخل الثانوية، الأمر الذي أدى بالأساتذة إلى الإضراب عن العمل لساعتين، ثم أعلن عدد من تلاميذ تلك الثانوية عن إضراب مماثل تضامنا مع زميلهم. وبحسب بعض الإحصائيات، أن ظاهرة العنف أخذت منحنيات خطيرة ومقلقة للغاية، فقد كشفت دراسة أكاديمية أن 80 % من طلاب المرحلة الثانوية في مدارس الجزائر العاصمة يمارسون العنف ضد أساتذتهم بأشكال مختلفة، بدءا من عصيان الأوامر حتى السب والضرب، وأن 36% من الطلاب وجهت لأولياء أمورهم إنذارات بسبب سوء السلوك. وذكر الدكتور أحمد حوتي معد الدراسة أن من أهم الأسباب المؤدية للعنف الطلابي هو التأثر بالمجتمع خارج المدرسة، فقد تحول 49.5% من الطلاب إلى العنف بسبب مشاهد الإجرام والسرقة والقتل في مجتمعهم، بينما تحول 36% من الطلاب إلى العنف بسبب التفكك الأسري، كما تأثر بعضهم بأجواء العنف داخل المؤسسات التعليمية بنسبة 13.5 % من المبحوثين حيث تعرض أكثر من 52 % من الطلاب للسرقة، كما أضافت الدراسة أن 72 % من الطلاب يشاهدون أفلام العنف دون رقابة. وأشارت الدراسة إلى دور المعلم في تنمية العنف لدى الطلاب نتيجة جهل بعض المعلمين أصول التعامل التربوي السليم وسوء أوضاعهم المهنية والاجتماعية، وسجلت الدراسة أن 53 % من المعلمين مارسوا العنف ضد طلابهم و51 % من الطلاب تعرّضوا للسب والشتم من قبل المعلمين و27 % منهم طُردوا من مكان الدراسة. وجرّاء هول هذه الظاهرة، أصدرت نقابة مجلس ثانويات الجزائر "الكلا"، بيانا نهار أمس، حمّلت فيه وزارة التربية مسؤولية تنامي العنف في المؤسسات التربوية من قبل التلاميذ تجاه أساتذتهم، وأكد البيان بأن "الكلا" دقّت دائما ناقوس الخطر، فالأستاذ والتلميذ، كلاهما ضحايا الوضعية والظروف التي توجد عليها المدرسة الجزائرية، وعلى رأسها الإكتظاظ الذي رفع عدد التلاميذ في القسم الواحد إلى أكثر من 50 تلميذ، دونما مبادرة الوزارة إلى فتح مناصب جديدة للتخفيف من الضغط، أضف إلى ذلك النقص الكبير في أعداد مساعدي التربية، أو سوء توزيعهم، وأثار البيان إشكالية غياب الأنشطة الترفيهية من مسرح ورحلات وموسيقى، فالتلميذ يُغادر المؤسسة ليلجأ إلى الدروس الخصوصية، وكلّ ذلك يصيبه بالإرهاق، ويُوتر أعصابه، وجراء تواصل معاناة التلاميذ والأساتذة بهذا الشكل، يقول السيد حاكم بشير الناطق الرسمي ل "الكلا"، فلا يُمكن أن ننتظر انخفاض حالات العنف بالمؤسسات التربوية، والتي وصلت سنة 2010 إلى حوالي 6099 حالة اعتداء من التلاميذ على الأساتذة والإداريين، و4129 اعتداء من الأساتذة والإداريين على التلاميذ، و745 اعتداء بين الأساتذة والإداريين.