شهدت بلدية مرسى الحجاج بولاية وهران خلال نهاية الأسبوع، وبالضبط في اليومين الأخيرين، الجمعة والسبت، هدوءا حذرا، بعد أعمال الشغب التي شهدتها البلدية الخميس الماضي، والتي دامت لعدة ساعات طويلة، في المقابل قامت المؤسسات الصناعية بمنع العمال الأجانب من الخروج إلى وسط البلدية. حيث لوحظ خلال نهاية الأسبوع، أن شوارع البلدية كانت خالية من العمال الأجانب، حيث لم يتم ملاحظة ولا عامل من دولة أجنبية في وسط البلدية، سواء بالنسبة للعمال الذين يشتغلون بمصنع "آوا"، أو حتى أولئك الذين يعملون في شركة"دايو"، وحسب المعلومات المستقاة من الشركتين، فإن عدم خروج العمال، جاء بعد أن قامت الشركتان بحظر التجوال على العمال الأجانب داخل بلدية مرسى الحجاج، وهذا تخوفا من تعرضهم لأية اعتداءات، على خلفية أعمال الشغب التي شهدتها البلدية، والتي قام بها شباب المنطقة، الذين طالبوا برحيل اليد العاملة الأجنبية، من خلال اللافتات التي قاموا بتعليقها أمام مدخل وسط البلدية، وهو الأمر الذي أجبر إدارة الشركتين، على منع العمال الأجانب من الخروج خلال نهاية الأسبوع، وهي الفترة التي اعتاد فيها العمال على الخروج من أجل اقتناء حاجياتهم، وهذا تجنبا لوقوع أية مشادات أو اعتداءات على العمال، خاصة وأن شباب المنطقة كانوا قد عبروا في وقفتهم الاحتجاجية، عن رفضهم القاطع للجوء الشركتين إلى اليد العاملة الأجنبية، في الوقت الذي يصارع فيه شباب البلدية البطالة. وقد قامت الشركتان بنقل العمال إلى غاية بلدية بطيوة، وسط إجراءات أمنية مشددة، من أجل تمكينهم من قضاء حاجياتهم، وهو الأمر الذي أثر بشكل كبير على الحركة التجارية بالبلدية، التي عادة ما تشهد انتعاشا تجاريا، خلال نهاية الأسبوع، وقد حاول الكثير من التجار التوجه إلى إقامات هؤلاء العمال الأجانب من أجل بيع سلعهم، لكن محاولتهم باءت بالفشل، إذ أنه تم وضع تعزيزات أمنية أمام إقامات هؤلاء العمال الأجانب، ومنع جميع التجار من الدخول. وتشهد البلدية عموما، هدوءا حذرا بعد الاحتجاج وأعمال الشغب التي وقعت الخميس الماضي، والتي لم تشهد مثلها البلدية من قبل، حيث تم شل حركة المرور وتنقل الأشخاص في وسط البلدية، واضطرت الكثير من المحلات إلى الغلق، بسبب أعمال الشغب، التي قام بها العشرات من الشباب الذين كانوا ملثمين، وقاموا بحرق عدد كبير من العجلات المطاطية، لتبدأ الحياة الطبيعية تعود تدريجيا إلى البلدية، غير أن التخوف لا زال قائما بسبب عودة أعمال الشغب إلى البلدية، خاصة في حال عدم تمكين الكثير من البطالين من الحصول على مناصب عمل دائمة داخل الشركتين، وهو المطلب الذي رفعه شباب المنطقة خلال وقفتهم الاحتجاجية الأخيرة.