أعلنت وزيرة الثقافة خليدة تومي عن خلافها مع والي تلمسان بطريقة ساخرة أمام قاعة غصّت بالجمهور من المواطنين والوفود العربية والأجنبية، وقالت تومي، إنها تشكر والي تلمسان الحاضر معنا اليوم مثلما دأب على الحضور لكل الفعاليات التي أقامتها وزارة الثقافة بتلمسان، كما شكرته على استقباله لضيوف الجزائر، كلام الوزيرة دفع بالحاضرين إلى البحث عن الوالي لكنهم تأكّدوا بعد فترة أن كلامها كان مجرد سخرية وتهكما سياسيا من الغياب الدائم للوالي، حيث رفض كافة الوساطات التي تمّت في محاولة لتقريب وجهات النظر بينه وبين الوزيرة خليدة تومي. وفضّلت وزير الثقافة في آخر نشاط رسمي لوزارة الثقافة بتلمسان، أن تلقي وتعلن عن خلافاتها مع الوالي بطريقتها أمام السفراء وممثلي الدول العربية والمشاركين، الذين جاؤوا لحضور فعاليات إسدال الستار عن التظاهرة التي حضرها نائب الوزير الأول يزيد زرهوني، وكذا المجاهدة المعروفة ظريف بيطاط التي رافقت الوزيرة خليدة تومي. وكان خلاف حادا وقع بين الوالي والوزيرة أواخر سنة 2011 بشأن طريقة إدارة التظاهرة، حيث تردّد أن تومي أشارت للوزير الأول أن مشاريع التظاهرة في تلمسان لم تسر مع الإدارة المحلية وفق ما أرادته، وهو الموقف الذي أثار الوالي وقتها، إضافة إلى سلسلة من التقارير التي أشارت إلى تجاوزات ارتكبها منتسبون لوزارة الثقافة، لكن البعض يرى أن الخلافات الحادة بدأت مع التسيير المالي للتظاهرة وهو ما أدى إلى استمرار الخلاف بينهما، الذي أثّر بشكل مباشر على صورة التظاهرة منذ بدايتها، حيث لم يخل الحديث عن التظاهرة طيلة السنة من الخلاف بين الوالي والوزيرة وهو حرف النقاش. ونشير إلى أن وزيرة الثقافة خليدة تومي قامت بمعاينة المرافق التابعة لوزارتها، والتي لم تراها منذ سنة، بل أن بعضها لم تعاينها على الإطلاق كونها لم تزر تلمسان منذ أفريل 2011، وهو ما أطلق الكثير من التعاليق عن المواقف غير المسؤولة التي ميّزت التعاطي مع تظاهرة إسلامية شاركت فيها العديد من دول العالم الإسلامي وغير الإسلامي. من جهة أخرى، شرعت مصالح الهيئة التنفيذية لعاصمة الثقافة الإسلامية في جمع مقتنياتها وعتادها بدءا بالمركز الدولي للصحافة الذي أغلق أبوابه، وشرعت المصالح المعنية في ترحيل عتادها نحو العاصمة، وتثار الكثير من الأسئلة عن مصير هذه الهياكل خصوصا المركز الدولي للصحافة، حيث تأمل الأسرة الإعلامية في تحويله إلى دار للصحافة تسيّرها مصالح ولاية تلمسان أو وزارة الاتصال.