بدأت مؤشرات الاحتجاجات العمالية واحتجاجات المواطنين تظهر إلى العلن بولاية تلمسان مع نهاية الأسبوع الماضي ومطلع الأسبوع الجاري، فقد خرج العشرات من سكان الحي الجديد بمدينة سبدو الذي يعتبر في الحقيقة أقدم حي سكني بجنوب ولاية تلمسان إلى مقر البلدية، حيث لم يجدوا الهيئة التي تستقبلهم قبل التوجه نحو مقر الدائرة للمطالبة بضرورة إسراع السلطات المحلية بإصلاح شبكة الصرف الصحي التي تفجرت فجأة ومنذ أشهر دون ان تقوم الجهات المعنية بإصلاحها . ومع بداية الارتفاع الواضح في درجة الحرارة بدأت مطالب سكان الحي تتزايد نحو ضرورة تسوية هذا المشكل الذي بات يؤرقهم ، حيث يشير السكان إلى أن الروائح الكريهة والباعوض الذي ينتشر بقوة في جوار الواد الذي يعرف تسربات المياه غير الصحية كلها عوامل دفعتهم إلى الخروج من أجل وقفة احتجاجية، حيث اضطرت مصالح الأمن العمومي التابعة لأمن دائرة سبدو إلى فتح حوار مع ممثلي المحتجين بعدما قدمت لهم وعودا بالاستماع إلى مشاكلهم وتبليغها للسلطات المحلية والمعنية. وفي أولاد الميمون احتج العشرات من عمال مؤسسة الرياض بسبب عدم قدرة الإدارة على فتح قنوات الحوار معهم خصوصا ما تعلق بالأجور، بينما تعرف أروقة العديد من دوائر ولاية تلمسان قدوم المئات من المواطنين للاستفسار عن مدى استيعاب مطالبهم من طرف الإدارة المحلية التي يرون أنها تتماطل كثيرا في التكفل بها ، حيث عدة أحياء سكنية تعاني من غياب التكفل ومن التهميش الذي يطال سكانها. وفي بلديات الرمشي والحنايا ومغنية وصبرة والفحول لازالت ملفات السكن مطروحة بحدة نظرا لعدم حلها في وقت سابق من طرف السلطات المحلية التي أجلت ذلك إلى وقت لاحق بحسب ما يصرح به العديد من السكان. فيما لازالت أزقة المدينة القديمة بتلمسان عرضة للمشاكل الخاصة بالترميم ورفع القمامات وقضايا وانشغالات بلغتها العديد من الجمعيات المحلية العاملة في الحي القديم لسلطات بلدية تلمسان والسلطات الولائية . وبرغم الوفرة المالية والمشاريع الضخمة التي تقام هنا وهناك فإن غياب المتابعة الدقيقة والصارمة والتقنية لطرق الانجاز أدى إلى تكرار نفس المطالب حيث أن انجاز العديد من المشاريع كتلك المرتبطة بالتهيئة العمرانية، ومد قنوات الصرف الصحي وتهيئة الطرقات كلها مشاريع أصبحت تتعرض للتدهور في ظرف قياسي نتيجة غياب الصرامة والجدية في متابعة تلك المشاريع. من جهة أخرى أدت فترة تجاوزت الشهر من الانشغال الشعبي بالحملة الانتخابية والانتخابات بصفة عامة إلى تأجيل طرح المشاكل الاجتماعية التي بدأت تتجدد بشكل واضح من حين لآخر، حيث تبقى مختلف بلديات ولاية تلمسان على موعد مع موجة من الاحتجاجات في الفحول وعين النحالة وصبرة ومغنية وغيرها من باقي البلديات، بينما تراهن السلطات الولائية على نهاية العهدة الانتخابية للمنتخبين المحليين و اقتراب مرحلة الحسم المحلي لامتصاص غضب المواطنين.