تشهد مصلحة جوازات السفر البيومترية الالكترونية بدائرة وهران بسيدي الهواري، سوء تنظيم وضغط كبيرين، جعلها تدخل في فوضى، بعد أن غصت أروقتها بالمواطنين الذين باتوا يتذمرون بسبب التسويف والمماطلة التي يلاقونها عند محاولتهم استخراج جوازات سفرهم المبرمجة كل يوم ثلاثاء. إذ لا يستخرج المواطنون جوازات سفرهم رغم مرور أشهر عديدة من ايداعهم للملف، الأمر الذي جعل البعض منهم يدخل في حالة هستيريا وبكاء، ذلك أن الكثير منهم أجبرهم الوضع على الدخول في معركة مع الوقت، خصوصًا الراغبين منهم في الذهاب إلى البقاع المقدسة، حيث أكدّت "أ.د" إحدى الطاعنات بالسن لجريدة الوطني، أنها قصدت المصلحة 5 مرّات لاستخراج جواز سفرها العادي، لكنها تصطدم كل مرّة بالرفض، بعد إعطائها ورقة ومطالبتها بالعودة في الأسبوع المقبل، معبّرة عن تعبها من كل هذه المماطلة التي ستفقدها سفرها نحو البقاع المقدسة شهر جوان المقبل، وعن استعدادها لدفع مبلغ إذا تطلب الأمر لاستخراج جواز سفرها على حدّ قولها. وفي هذا المقام أكدّ العديد من المواطنين المنتظرين لاستخراج جوازاتهم على سلطة المحسوبية التي انتشرت كالنار في الهشيم بذات المصلحة، والتي تسببت في تقاعس البعض من الموظفين عن منحهم جوازاتهم، حيث صرخت مواطنة في وجه رئيس المصلحة معبرةً عن سخطها، كون أن زميلتها استطاعت استخراج جواز سفرها في ظرف يومين فقط عن طريق المعارف، الأمر الذي لا ينطبق وحالتها، بعد أن وفرت جميع وثائقها منذ ثلاثة أشهر، لكن على أساس أنها مواطنة فقط على حدّ وصفها، مضيفةً في ذات الوقت، أن المصلحة باتت تستهزئ بالمواطن، وتذله بمطالبته بالعودة كل مرّة دون جدوى، بعد أن يُجبَر هذا الأخير على التغيب عن عمله لقصدها. هذا بالإضافة إلى الفوضى التي تشهدها المصلحة من اكتظاظ بأروقتها التي تضم مكاتب إيداع وثائق الجوازات، في مشهد يعكس العشوائية، بسبب غياب طوابير انتظار منظمة حسب بعض المواطنين هناك، إلى جانب بقاء البعض الآخر منهم واقفين أمام شباك "مكتب الأمن والمراقبة" في انتظار الموظفة التي تبلغهم بجاهزية جوازات سفرهم، فضلاً عن وجود سيارات مركونة بباحة المصلحة، علاوة على انتشار الأوساخ والقاذورات بساحة المصلحة وبأقبيتها، وكذا تحول المصعد الكهربائي إلى مكبّ للنفايات بعد أن تعطل. كما يغيب عن المصلحة مكتب خاص بالتوجيه، ما يجعل الطاعنين بالسن والأميين يعانون لمعرفة أسمائهم المدرجة بالقوائم، التي تؤكد موعد إيداع ملفهم أو حتى معرفة الوثائق المطلوبة، حيث لا يجد البعض منهم اسمه بالقائمة، ليضطر بعدها إلى أن يرجع أدراجه. وقد تقربت جريدة الوطني من رئيس مصلحة جوازات السفر السيد "باهي" لمعرفة السبب الكامن وراء عدم استخراج العديد من الموطنين لجوازات سفرهم، حيث أكدّ أن المصلحة تعاني من انعدام دفاتر جوازات السفر منذ الانتخابات التشريعية الماضية، قائلاً أن المسألة هي مشكلة تموين من الجزائر العاصمة التي لم تزود المصلحة بدفاتر جديدة بعد، ومضيفًا أن إقبال المواطنين على جوازات السفر العادية عوض البيومترية، خلق مشكل ضغط، أما بخصوص الفوضى وسوء التسيير، فقد أرجع ذلك إلى ضيق مساحة المصلحة التي تضم رواق واحد، فيه مصالح عديدة، مضيفًا أنه سيتم تغيير مكانها، كما ستُحل مشكلة الدفاتر قريبًا على حدّ قوله.