بدأت مشاكل المواطن مع أزمة النقل بولاية وهران، باكرا هذه المرة، وهذا قبل انطلاق موسم الاصطياف بعدة أيام، حيث تشهد الكثير من الخطوط نقصا فادحا في عدد الحافلات، بالإضافة إلى لجوء بعض الناقلين إلى رفع أسعار التذاكر، خاصة على مستوى البلديات الساحلية. حيث شهدت أول أمس، بلدية عين الترك أزمة حقيقية في النقل، وهي الأزمة التي جعلت بعض الناقلين يرفعون سعر التذكرة في خط وهران عين الترك، إلى 50 دج، علما أن السعر المعمول به في هذا الخط محدد ب20 دج فقط، وهو ما جعل الناقلين يدخلون في مناوشات مع المواطنين، الذين وجدوا أنفسهم مضطرين لاقتناء هذه الحافلات وبهذا السعر، بعد عزوف الكثير من الناقلين عن العمل في الفترة المسائية، هذه الحادثة خلقت استياء وتذمرا وسط المواطنين، الذين اعتبروها غير قانونية، متسائلين عن دور الجهات الوصية في هذا المجال، والتي غالبا ما تكتفي حسبهم بالتفرج، دون اتخاذ أية إجراءات ردعية، خاصة وأن أزمة النقل في خط عين الترك-وهران، هي أزمة معروفة لدى العام والخاص، والتي لم تجد لها لحد الآن مديرية النقل حلا نهائيا، يخرج مواطني المنطقة من هذه الأزمة، والتي أدت إلى استنزاف جيوب مستعملي هذا الخط، الذين يصطدمون في الغالب بندرة حادة في وسائل النقل وكذا سيارات الأجرة، حيث أكد أحد المواطنين، أن الأزمة تزداد شدتها مع الصباح الباكر وفي المساء أيضا، وهو ما يجعلهم يلجئون إلى استعمال سيارات الكلونديستان، وهي التي قال عنها سكان المنطقة، بأنها أصبحت تفرض أسعار خيالية، فبأقل من 400 دج لا يمكن لأي أحد أن يركبها، وهو ما جعل السكان يطالبون مديرية النقل بإيجاد حل لهذا المشكل العالق منذ عدة سنوات، خاصة مع اقتراب موسم الاصطياف، أين تشتد هذه الأزمة، بسبب الإقبال الكبير للمصطافين على شواطئ المنطقة، وتهاون الكثير من الناقلين، الذين تزداد أخطاؤهم خلال هذا الموسم. ويبدو أن ولاية وهران والبلديات الساحلية بها، ستكون خلال موسم الاصطياف هذا، على موعد آخر مع أزمة النقل، وكذا اختناق الشوارع والزحمة المرورية التي بدأت من الآن تظهر، وهذا كون أن مديرية النقل لم تتدخل لحد الآن من أجل وضع حد للتجاوزات، التي لا زال يرتكبها الكثير من الناقلين، والقضاء على النقاط السوداء التي تعرفها الكثير من الطرقات خاصة تلك المؤدية غلى شواطئ الولاية، وهو ما يعني ببساطة، بأن المصطافين سيواجهون من دون شك خلال هذا الموسم أزمة نقل، وهي الأزمة التي كانت المديرية المعنية قد وعدت وفي العديد من المرات، بالقضاء عليها غير أن شيئا من ذلك لم يحدث خاصة ما تعلق بإعادة تنظيم الخطوط التي تلتقي مع مسلك الترامواي، وكذا إعادة الاعتبار للخطوط المختفية، كخط "س" وخط "1"، بالإضافة إلى اتخاذ إجراءات ردعية ضد الناقلين الذين يعملون مع الشركات، غير أن الأمور لا زالت على حالها، وهو الواقع الذي يطرح تساءلا حول كيف سيكون موسم الاصطياف في ولاية وهران، في ظل هذه الفوضى التي يعيشها قطاع النقل ومنذ عدة سنوات.