تمكن أمس، وبنجاح فريق طبي يتكون من 5 أطباء جزائريين بالمؤسسة الاستشفائية أول نوفمبر بوهران ، من إجراء أول عملية معقدة لاستبدال 40 سم من الشرايين والأوعية الدموية الميتة والمنتفخة بأوعية دموية اصطناعية. تم أمس، بالمؤسسة الاستشفائية الفاتح نوفمبر بإيسطو، إجراء أول عملية تخص شرايين القلب وهذا على مستوى الوطن العربي وكذا شمال إفريقيا، حيث تم من خلال هذه العملية، استبدال 40 سم من الشرايين والأوعية الدموية الميتة بأوعية دموية اصطناعية وهذا دون أن يفتح الأطباء جسم المريض واستفاد من هذه العملية المعقدة جدا مريض يبلغ من العمر 65 سنة، حيث استغرقت العملية حسبما كشف عنه رئيس مصلحة جراحة القلب والأوعية الدموية بذات المؤسسة، في ندوة صحفية بعد انتهاء العملية التي استغرقت 5 ساعات أنه ينتظر أن ينهض المريض ويمشى ويأكل بعد ساعات فقط ، رغم أن 40 سم من أوعيته الدموية وشرايينه المغذية لمختلف الأعضاء الحيوية في الجسم انطلاقا من القلب، قد تم استبدالها وزرع شرايين اصطناعية بواسطة المنظار الطبي، وعبر البروفيسور منصوري مدير المؤسسة عن افتخاره بالمصلحة التي أجرت هذه العملية التي تعتبر حسبه أول عملية من هذا النوع في إفريقيا والعالم العربي على الإطلاق بحكم أن مستشفى أمريكي في دبي وآخر في جنوب إفريقيا أمريكي كذلك هما الوحيدان الذين يتكفلان بهذا النوع من الجراحة المعقدة ، وتم استيراد الشرايين الاصطناعية من استراليا بعد أن تم طلبها عقب مسح دقيق جدا للأوعية الدموية المتضررة والمنتفخة داخل جسم المريض بجهاز متطور للمسح اقتنته إدارة المستشفى قبل أيام ،تقدر قيمته ب3.5 مليار سنتيم، وتستغرق عملية صناعة الشرايين المذكورة 8 أسابيع، ويشترط دقة متناهية لصناعتها حيث يكفي خطا مقدر ب1 ملم لفشل العملية برمتها، وأضاف البروفيسور أن العملية نجحت والمريض بحالة جيدة حاليا، وكانت هذه العمليات تجرى عن طريق الجراحة الكلاسيكية التي تقدر فيها نسبة احتمال الإصابة بالعدوى 40 بالمائة نتيجة فتح جسم المريض بشكل واسع ومكثف، وهو ما تتجنبه العملية العصرية التي قال مسؤول المصلحة أن عدد المستشفيات التي تجري فيها عبر العالم، يعد على أصابع اليد، وتبلغ قيمة العملية في الخارج 60 ألف أورو، بينما كلفت بمستشفى أول نوفمبر 30 ألف أورو فقط، وجنبت الخزينة العمومية تكاليف باهظة لإرسال المصابين بهذا المرض للخارج، وينتظر أن يخضع مريض آخر مصاب بترهل وانتفاخ الأوردة والشرايين والأوعية الدموية من نفس العملية في سبتمبر المقبل، وقال البروفيسور بوعياد أن الأولوية للشباب في الاستفادة من العمليات المذكورة التي تبقى باهظة الثمن.