صورة نيو براس على خلاف ما تقتضيه العادة في كل يوم 20 أفريل من كل سنة وفي سابقة تعد الأولى في سجل تاريخ التظاهرات الإحتفائية بذكرى أحداث 20 أفريل 1980، سار أبناء تيزي وزو صباح أمس عبر مختلف شوارع مدينة تيزي وزو في ثلاث مسيرات ميَّزتها الأعداد المحتشمة من المواطنين، الاختلاف في التوقيت، مكان ووجهة المسيرات والأهم من ذلك الاختلاف أيضا في المطالب. بحدود العاشرة صباحا أعطيت صباح أمس الإشارة الأولى لدعاة الحكم الذاتي وحركة فرحات مهني للانطلاق من نواحي "لاتور" في أول مسيرة للذكرى الثامنة والعشرين لأحداث أفريل 1980 بدعوة إلى تحرير منطقة القبائل وإعطائها الحق في الحكم الذاتي، هذا وقد سار المئات من الرجال والنساء والشباب عبر شارع لعملي أحمد وإلى غاية مفترق الطرق المتواجد بجانب مقر الأمن الحضري الأول أو ما يسمى حاليا "مفترق الطرق ضحايا الربيع الأسود"، حاملين شعارات مطالبة بالحكم الذاتي وبترسيم اللغة الأمازيغية وتحت هتافات مطالبة بتصحيح تاريخ الجزائر، ولدى وصول المتظاهرين إلى مفترق الطرق الذي سبق ذكره انعطفوا على اليسار واختاروا مواصلة مسيرتهم عبر الشارع الكبير لمدينة تيزي وزو واتجهوا مباشرة إلى ساحة تيزي وزو ، حيث تجمع جميع المتظاهرين ليضعوا حدا لمسيرتهم. سعيد سعدي ينسحب على وقع اتهامات باغتيال معطوب الوناس المسيرة الثانية التي شهدتها شوارع مدينة تيزي وزو تمثلت في مسيرة حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية "الإرسيدي" التي انطلقت في حدود العاشرة والنصف من مفترق الطرق 20 أفريل بالمدينة الجديدة بتيزي وزو. وبحوالي أزيد من ألف متظاهر، سار الدكتور سعدي جنبا إلى جنب عبر شارع لعمالي أحمد حاملين شعارات عديدة بعضها مخلدة لذكرى أحداث أفريل 1980 وأخرى منادية بالكف عن سياسة الجهوية تجاه منطقة القبائل، تعميم اللغة الأمازيغية بالمدرسة الجزائرية إلى جانب بعض الشعارات السياسية لحزب الأرسيدي، وتواصلت المسيرة إلى غاية مفترق الطرق المذكور سابقا لينعطف المتظاهرون إلى اليمين باتجاه دار الثقافة مولود معمري، حيث بدأت المشاكل تحوم حول مسيرة الأرسيدي، بحيث قام بعض الشباب بسب وشتم كل من الأرسيدي والدكتور سعيد سعدي ونور الدين آيت حمودة متهمين إياهم بقتل الفنان معطوب الوناس، وفي نفس الأثناء ولولا تدخل بعض العقلاء لتهدئة الوضع بعد مشادات كلامية ساخنة بين الطرفين، وتواصلت المسيرة إلى غاية محكمة تيزي وزو حيث انعطف المتظاهرون على اليمين باتجاه الشارع المؤدي إلى الولاية، وبعد أن وصل المتظاهرون قرب مقر البنك الجزائري الخارجي تعرض الدكتور سعيد سعدي مجددا إلى مضايقات بعض من الشباب للمرة الثانية، وفي هذه المرة قام الدكتور سعدي بخرجة جديدة في مشواره السياسي وانسحب من المسيرة قبل انتهائها دون التصريح على أي شيء، وتواصلت مسيرة حزب الأرسيدي من دون رئيسها إلى غاية مقر ولاية تيزي وزو حيث تم الاستماع إلى بيان بخصوص المناسبة ليتفرق الجميع بهدوء تام وبدون أي صدام. طلبة مولود معمري يطالبون بدستور يكرس دولة القانون كانت المسيرة الثالثة والخاتمة للذكرى الثامنة والعشرين لأحداث 20 أفريل 1980 من تنظيم تنسيقية طلبة جامعة مولود معمري، هذه المسيرة التي انطلقت من جامعة حسناوة بحدود الحادية عشر صباحا لم تتمكن من لمّ شمل عائلة طلبة القطب الجامعي مولود معمري الذين فضل عديد منهم الوقوف وقفة المتفرج ومتابعة المسيرة عن بعد. هذا وقد سار الطلبة عبر شارع لعمالي أحمد إلى غاية مفترق الطرق ضحايا أحداث الربيع الأسود رافعين عديد من الشعارات المنادية ب: وقف جميع المتابعات القضائية الصادرة في حق 26 طالبا من جامعة تيزي وزو، وقف الاعتداءات على مستوى الحرم الجامعي، من أجل دستور يضمن قيام دولة القانون بحق وترسيم اللغة الأمازيغية واحترام الحريات الديمقراطية وحقوق الإنسان. وبمجرد الوصول إلى مسجد الشيخ ارزقي الشرفاوي المتواجد بالقرب من محكمة تيزي وزو توقف الطلبة للتجمع والاعتصام أمام محكمة تيزي وزو لأزيد من نصف ساعة من الزمن، هذا وقد قام الطلبة بتعليق أحد الشعارات المطالبة بوقف المتابعات القضائية الصادرة بحق الطلبة ووقفوا أمام المحكمة مرددين مختلف الشعارات المناهظة للسلطة والنظام وسلك القضاء، وبعد هذه المدة تواصلت المسيرة عبر الشوارع الرئيسية إلى غاية مقر ولاية تيزي وزو حيث قام أحد الطلبة بقراءة بيان من تنسيقية طلبة جامعة مولود معمري حاملا جملة من المطالب سبق الإعلان عنها في الشعارات، ليقوم فيما بعد مجموعة من الطلبة بالدخول لتسليمها إلى والي الولاية.