في ظل الغياب التام لوزارتي التجار والفلاحة لا تزال أسعار الخضر والفواكه تعرف ارتفاعا جنونيا بسبب المضاربة ونقص تساقط الأمطار مما فتح الباب أمام جشع التجار الذين لايضيّعون فرصة إلاّ واستغلوها لكسب دنانير إضافية في ظل غياب رقابة حقيقة ومنظومة قانونية تسقّف الأسعار خاصة ما تعلق منها بالمواد الغذائية الواسعة الاستهلاك. يبدو أن وزارة التجارة ومعها وزارة الفلاحة فشلت في إيجاد حل لمعضلة ضبط السوق، هذا الأخير الذي أصبح يشهد بين الفينة والأخرى ارتفاعا رهيبا للأسعار، فرغم كل الإجراءات التي يتم اتخاذها واللقاءات التحسيسية، إلاّ أنها لم تأت بمفعولها، فالتجار لا يلتزمون بالتوصيات، ويطبقون قواعدهم، الأمر الذي يثقل كاهل رب الأسرة ذات الدخل المتوسط فما بالك بذات الدخل المحدود، خاصة وأن هذه الزيادات في الأسعار تمس بالدرجة الأولى المواد الغذائية الواسعة الاستهلاك كالبطاطا والطماطم وغيرها. وخلال جولة قامت بها "اليوم" بسوقي "مارشي 12″، و"علي ملاح" بالعاصمة، سجلنا زيادة في معظم أسعار الخضر والفواكه، تصل البعض منها إلى الضعف، حيث سجل سعر البطاطا ارتفاعا قياسيا مع زيادة فاقت نسبة ال150 بالمائة مقارنة مع نفس الفترة لسنة 2013، حيث بلغ ثمن الكيلوغرام الواحد 90 دينارا مقابل معدل 37 دينارا للكيلوغرام خلال الأسبوع الأول من شهر نوفمبر الفارط. وتعرف الطماطم زيادة في أسعارها بنسبة 50 إلى 80 بالمائة والبصل ب114بالمائة لتصل إلى 60 دج للكيلوغرام والجزر ب33 بالمائة إلى 80 دج للكيلوغرام والفلفل ب125 بالمائة، إلى 180دينار للكيلوغرام والكوسة ب62 بالمائة إلى 130دينار للكيلوغرام. ارتفاع الأسعار لم يمس الخضر فحسب، فالفواكه أما بالنسبة للفواكه فقد ارتفع سعر الموز إلى 180 دينارا و300 دينارا لعنب أواخر الفصل، وهو ما يعني أن هاتين الفاكهتين سجلتا زيادة ب40 بالمائة و140بالمائة على التوالي. وفي هذا السياق، قال الأمين العام للإتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين، صالح صويلح في تصريح صحفي، إن ارتفاع أسعار الخضر والفواكه في الأسواق "مسؤولية تجار التجزئة" مؤكدا أن أسعار هذه المنتجات تعرف مستويات أخفض بكثير على مستوى أسواق الجملة، منددا بمبالغة تجار التجزئة في هامش الربح. كما دعا ذات المتحدث السلطات العمومية إلى تسقيف أسعار المنتجات الفلاحية الطازجة وتحديد هامش الربح بهدف التحكم في الأسعار. من جهته، قال رئيس الفيدرالية الوطنية لأسواق الجملة والتابعة للإتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين، مصطفى عاشور إن ارتفاع الأسعار هذا قد مس أيضا بأسواق الجملة، معتبرا أن هذا الارتفاع يعكس الاختلال في التنظيم على مستوى هذه الأسواق التي تسودها حسبه "المضاربة"، مضيفا أن نقص تساقط الأمطار جعل التجار يغتنمون فترة انخفاض الإنتاج للمضاربة و رفع الأسعار لمستويات خيالية. هناء هني