قال نعمان كورتولموش نائب رئيس الوزراء التركي أمس الاثنين إن الخيار الأول لحزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا هو محاولة تشكيل حكومة ائتلافية، في وقت أعلن رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو أن حزبه سيعيد تقييم الأمور، ودعا الأحزاب التركية إلى صياغة دستور مدني جديد لتركيا. وقال كورتولموش للصحفيين في أنقرة "أعتقد أن رئيس حكومتنا سيكون قادرا على تشكيل حكومة خلال الوقت المحدد"، مضيفا أن تشكيل ائتلاف لا يشمل حزب العدالة والتنمية ليس ممكنا. يأتي ذلك في وقت يبقى احتمال إجراء انتخابات مبكرة مطروحا إذا فشل خيار تشكيل حكومة ائتلافية. وقد أظهرت النتائج غير النهائية للاقتراع حصول حزب العدالة والتنمية على نحو 41% من أصوات الناخبين. كما حصل حزب الشعب الجمهوري على نحو 26% من الأصوات، وحصل حزب الحركة القومية على 16%. أما حزب الشعوب الديمقراطي الكردي فحصل على 13%، مما يعني تخطيه العتبة الانتخابية التي تؤهله لدخول البرلمان التركي فيكون بذلك أول حزب كردي يدخل البرلمان في تاريخ تركيا. وفي تعليقه على هذه النتائج، قال أوغلو إن "حزب العدالة والتنمية هو الأول والمنتصر في الانتخابات، ولا شك في ذلك، ولا يجوز لأي أحد أن يحوِّل هزائمه لانتصارات، وعلى الجميع أن يحاسب نفسه". وأوضح رئيس الحكومة التركية أن حزبه سيعيد تقييم الأمور، ويجري الاستشارات الضرورية، وسيُقدم على اتخاذ الخطوات المناسبة التي من شأنها جلب الاستقرار للشعب التركي. كما وجّه أوغلو نداءه للأحزاب التركية الأخرى قائلاً "على الجميع أن يعيد تقييم الأمور، وأدعو الأحزاب التركية مجددا إلى صياغة دستور مدني جديد لتركيا من أجل مستقبلها ولتحقيق السلام والاستقرار لها"، داعيا جميع الأحزاب التركية إلى الموافقة على دستور مدني جديد. من جانب آخر، قال زعيم حزب الشعوب الديمقراطي الكردي إن نتيجة الانتخابات في تركيا وضعت حدا للنقاش بخصوص النظام الرئاسي. و بدأ حزب العدالة والتنمية الحاكم اجتماعا مهما جدا يترأسه أوغلو وأعضاء الحكومة وكذلك قيادات حزب العدالة والتنمية في اللجنة المركزية والقيادات التاريخية وذلك لتقييم النتائج ودراسة أسباب تراجع عدد ناخبي الحزب، وكيفية التعامل مع المرحلة المقبلة، خصوصا مع وجود خيارات صعبة جدا بالنسية للسياسة التركية ولحزب العدالة والتنمية بشكل خاص. كما بدأت الأحزاب الأخرى في إبداء ردود فعل بشأن النتائج، أهمها أن حزب الشعوب الديمقراطي الكردي أعلن صراحة أنه لا يريد أي حكومة ائتلافية، وهذا أمر سيزيد من تعقيد الخريطة السياسية في الأيام المقبلة. و أعلن حزب الحركة القومية أنه لن يقيم أي ائتلافات حكومية، وأنه سيكون حزبا معارضا إذا قامت الأحزاب الأخرى الثلاثة بعمل ائتلاف حكومي لتشكيل حكومة. وكان زعيم حزب الحركة القومية دولت بهجلي قد دعا في وقت سابق إلى إجراء انتخابات جديدة إذا لم يستطع حزب العدالة والتنمية الحاكم الاتفاق على ائتلاف مع حزبين معارضين آخرين في البرلمان. ويُنظر إلى حزب الحركة القومية على أنه الشريك الأصغر المحتمل في حكومة ائتلافية مع حزب العدالة والتنمية. ولكن بهجلي استبعد ذلك تقريبا قائلا إنه يجب بحث خيارات أخرى أولا، وأوضح أن الاحتمال الأول بالنسبة لتشكيل ائتلاف يجب أن يكون بين حزب العدالة والتنمية وحزب الشعوب الديمقراطي (المؤيد للأكراد). والنموذج الثاني يمكن أن يتألف من حزب العدالة والتنمية وحزب الشعب الجمهوري وحزب الشعوب الديمقراطي. على صعيد مواز من المنتظر أن يقوم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بتكليف الحزب الذي حصل على أعلى نسبة من الأصوات بتشكيل حكومة، وذلك عقب إعلان النتائج الرسمية وعندها ستبدأ فترة 45 يوما لهذا الحزب لتشكيل حكومة ائتلافية. وكالات