قال إن الراديكاليين والمتطرفين لا يشكلون سوى أقلية ضئيلة منهم كازنوف يتعهد بحماية مسلمي فرنسا ومساجدهم
تعهد وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف بحرصه على السهر على أمن مسلمي فرنسا ومساجدهم ومصالحهم، داعيا إلى محاربة "الصور النمطية السلبية" التي تروج في الوسائل الإعلامية… وغيرها من وسائل التواصل.
وحرص كازنوف في كلمة له ليل يوم الأربعاء، بمناسبة الإفطار الرمضاني الذي دعاه إليه دليل بوبكر عميد مسجد باريس والرئيس السابق للمجلس الفرنسي للديانة الإسلامية بحضور رئيسه الجديد أنور كبابش على إدانة ما أسماه "الهمجية الإرهابية" التي ضربت فرنسا مجددا يوم الجمعة الماضي في ضاحية ليون، في إشارة إلى ما قام به ياسين صالحي الذي قتل صاحب الشركة التي يعمل فيها، لكن وزير الداخلية الفرنسي أبدى حرصا على الفصل بين مسلمي فرنسا الذين "أدانوا الجنون الإرهابي" و"الظلامية الجهادية" ومن ارتكب هذا الأفعال مضيفا أنه "عازم على محاربة الإرهاب بلا هوادة وعلى حماية مسلمي فرنسا من الذين يريدون استغلال هذه الأحداث لاستهدافهم".
ويرى كازنوف، أن المحافظة على الوحدة بين جميع مكونات المجتمع الفرنسي هي "الرد" على الإرهابيين، معتبرا أن المسلمين هم "أول ضحايا الإرهاب"، مؤكدا على أن الراديكاليين والمتطرفين "لا يشكلون سوى أقلية ضئيلة" من بين مسلمي فرنسا، مضيفا أنه يعي "غضب المسلمين" عندما يبرر هؤلاء أفعالهم باسم الدين الذي هو منهم براء.
لكن كازنوف حمل المسلمين جانبا من المسؤولية، إذ يتعين على سلطاتهم أن تتحرك باتجاهين الأول "عدم ترك الساحة خالية أمام كلام الحقد والترويج للكراهية والتعصب" والثاني "الدعوة إلى إسلام الانفتاح والأنوار والسلام".
وبموازاة ذلك، أكد وزير الداخلية عزمه على محاربة "الإسلام المتشدد عندما يظهر في المساجد" عبر أئمة متشددين أو خطب نارية.
وذكر كازنوف، أن الحضور الإسلامي في فرنسا يعود إلى العصور الوسطى وتحديدا إلى القرن الثاني عشر. كما ذكر كازنوف بتضحيات المسلمين من أجل فرنسا في الحربين العالميتين الأولى والثانية ولاحقا في إعادة إعمارها عبر المهاجرين الذين جاءوا إليها بالآلاف بعد الحرب الثانية.
وكان مرصد الأعمال المعادية للإسلام قد نشر أول من أمس تقريره نصف السنوي وفيه بين ارتفاعا في الأعمال التي تستهدف المسلمين في الأشهر الستة الماضية.
وبحسب تقرير حصلت عليه وكالة الصحافة الفرنسية من جهاز مخابراتي فإن نحو مائة مسجد أو قاعة صلاة واقعة تحت هيمنة المتطرفين "من أصل 2500 مسجد وقاعة صلاة". وتقع هذه المساجد والقاعات في باريس ومنطقتها، ليون، ومرسيليا، وليل. وخوف الحكومة أن تشكل هذه المساجد والقاعات "بيئة خصبة" لترعرع الفكر الراديكالي الذي يفتح الباب للفكر الإرهابي.