أرجع المدير العام للوكالة الوطنية لترقية التجارة الخارجية محمد بنيني تراجع حجم الصادرات الجزائرية خارج قطاع المحروقات إلى نقص مرافقة البنوك للمصدرين وغياب ثقافة التصدير لدى المنتجين المحليين وكذا عجز المصدر الجزائري عن إيجاد السواق خارجية. قال مدير العام للوكالة الوطنية لترقية التجارة الخارجية محمد بنيني خلال استضافته أمس ببرنامج ضيف الأولى للقناة الإذاعية الأولى إن غياب التنسيق بين البنوك والمصدرين المحليين وافتقار الشركات المنتجة سواء كانت عمومية أو خاصة إلى المرافقة البنكية الدائمة ساهم بشكل كبير في تراجع حجم الصادرات خارج قطاع المحروقات، مشيرا إلى غياب ثقافة التصدير لدى المنتجين المحليين، مما نتج عنه مناخ غير مشجع على تطوير نشاط التصدير ببلادنا. وأكد بنيني على ضرورة مرافقة المصدرين وعصرنة أساليب العمل في المجال لتشجيع النشطين في المجال، موضحا ان أداء صندوق دعم الصادرات يبقى غير كاف خاصة في ظل نقص العرض وضعف الاستثمار المحلي والأجنبي بالجزائر، وكذا اقتصار نشاط التصدير على المؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي لا تتحكم في مناجمنت ومعايير الإنتاج، مما نتج عنه عرض سلع لا تتوافق والمواصفات الدولية، بما في ذلك المنتوجات الفلاحية والتي بالرغم من الطلب الكبير عليها في الخارج إلا أنها تبقى غير متوفرة على المواصفات الدقيقة التي تمكنها من منافسة المنتوجات الأجنبية المتواجدة في الأسواق الأوروبية والعربية، ومن ضمنها زيت الزيتون الذي يحتوي على نسبة كبيرة من الحموضة، إضافة إلى العسل والحليب ولحوم الأغنام. وتوقع بنيني أن يبلغ حجم الصادرات الجزائرية خارج قطاع المحروقات حدود 4 مليار دولار خلال السنتين القادمتين، مؤكدا على ضرورة تبني ميكانزمات جديدة لترقية هذه الصادرات التي تراجعت خلال 2009 من حيث القيمة وليس من حيث الكمية وذلك بفعل تذبذب قيمة الدولار على عكس إحصائيات 2008 التي سجلت ارتفاعا معتبرا قارب 2 مليار دولار، وهو رقم قياسي لم يسجل منذ الاستقلال. وبخصوص انعكاسات اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي قال بنيني ان الجزائر لم تستغل الفرصة المتاحة على أكمل وجه بسبب نقص العرض وغياب متابعة حقيقية لعمليات دخول المنتوج إلى الأسواق الأوروبية حيث إن 10 بالمائة فقط من المواد المصدرة تتم متابعتها حتى آخر مرحلة، كما أكد ذات المسؤول إلزامية بدل مزيد من الجهود من طرف جميع الجهات المعنية وعبر كامل مراحل العملية، انطلاقا من مرحلة الإنتاج إلى التخزين ثم التغليف والتبريد فالتسويق، سعيا لترقية تجارة الجزائر الخارجية.