مرة أخرى، يضطر المخرج الجزائري محمد خاليدي إلى إيقاف عمليات تصوير المشاهد الأساسية من فيلمه السينمائي الاجتماعي "وستشرق الشمس أيضا"، وذلك بسبب الضائقة المالية التي يعاني منها فريق الإنتاج منذ حوالى ثلاث سنوات. هذا الوضع أدى –حسب ما قاله المخرج ل"اليوم" إلى انسحاب فردي أو جماعي للطاقم التقني المشرف على الإنتاج، بسبب عجز الإدارة عن توفير المال الكافي لاستئناف عملية التصوير المتعثرة، فضلا عن مستحقات الممثلين والفنيين والمتعاونين، كما هو الحال بالنسبة إلى مدير التصوير "علال يحياوي"، الذي آثر الارتباط بعقود أعمال أخرى بدل تضييع الوقت في لانتظار، ما جعله يرسل نداءات استغاثة إلى وزارة الثقافة، دون جدوى. ويتناول الفيلم مجموعة من القصص العاطفية والاجتماعية التي تلتحم فيما بينها لتشكل فسيفساء اجتماعية ترمز إلى أكثر من فئة من فئات الشعب الجزائري، غير أنها لا تعيش الواقع إلا من خلال الماضي، حيث لعبت تقنية "الفلاش باك" التي اعتمدها المخرج أساسا لحبك المشاهد دورا أساسيا في تجسيد انفصال اللاوعي الاجتماعي عن الواقع المعيش، من خلال إبراز عنصري الاستقرار والتفاجؤ في الشخصيات المتناولة. وهكذا.. فإن مجموعة من الأشخاص والعائلات (سيد علي كويرات، فتيحة بربار، محمد عجايمي، نسيمة، ريم تاكوشت،وآخرون) وبعد سنوات من عودة الأمن والاستقرار إلى الجزائر، لا يزالون يتعايشون مع الخوف في دواخلهم، غير قادرين على الانفصال تماما عن الأحداث التي عاشوها إبان العشرية السوداء،فيخلطون في علاقاتهم بعضهم بين الوهم والحقيقة. يذكر أن فيلم "و ستشرق الشمس أيضا" كان مقررا عرضه خلال فعاليات احتفالية "الجزائر عاصمة للثقافة العربية" 2007، تحت عنوان "الغضب الثائر"، وقد أعطي إشارة انطلاق التصوير عدة مرات، كان آخرها في شهر نوفمبر الماضي بدار الصحافة "الطاهر جاووت"، لكنه تعثر أكثر من مرة لأسباب مالية بحتة.