تشهد كواليس الساحة الفنية، حركية كبيرة تنبئ بخصوبة مرتقبة في الإنتاج السينمائي والتلفزيوني، بحيث يشتغل هذه الأيام الكثير من المخرجين على أعمال فنية جديدة على مختلف المستويات· في قائمة الأعمال المرتقبة الكثير من الأعمال السينمائية لأعمدة الإخراج السينمائي الجزائري، الذين صنعوا مجد الفن السابع الجزائري المندثر، وعلى رأس هذه الأعمال الفيلم الجديد للمخرج المعروف موسى حداد "الحراقة"، الذي يتناول مشكلة الهجرة غير الشرعية في شكل جديد يتجنب فيه المخرج الخوض في القضية بصورة مباشرة، وفي هذا الإطار أكّد المخرج في تصريح ل"المساء"، أنّ عمله لن يتعرّض فقط لمشكلة "الحرقة" وإنما سيتناول مشكلا اجتماعيا يعاني منه شباب اليوم، وهو المخدّرات، وذلك من خلال قصة شاب تستهويه المشاهدة الكثيرة للأفلام الأمريكية للهجرة وولوج ذلك العالم الذي يجهله، وللحصول على لأموال اللازمة لرحلة الموت هذه، يضطر لقبول عرض أحد مروّجي المخدّرات الذي يطلب منه توزيع بضاعة مقابل الحصول على المبلغ المالي الذي يحتاجه، ومقابل ذلك يصوّر الفيلم قصة حب تجمع بطل الفيلم وصحفية شابة تعيش محنة شقيقها المدمن على المخدرات، لتقرّر بعد أن يموت أخوها إجراء تحقيق للكشف عن بارونات المخدرات الذين يقتلون الشباب· وأكّد المخرج من جهة أخرى أنّه يسعى إلى إنجاز عمل يعجب الشباب، لذلك اختار طابع "الأكشن" القريب من الأفلام الأمريكية· موضحا بالمقابل، أنّه تعمّد الابتعاد عن الواقع والاعتماد على الخيال، فأنا كمخرج يقول موسى حداد لست مجبرا على تقديم عمل يشرح أنّ "الحرقة" شيء سيء ولا يجب القيام به، لكنّني أبرز كيف أنّ السينما تحفّز "الحراق" على الذهاب إلى تلك البلدان التي لا يعرفها· أمّا عن طاقم العمل، فقد أكّد المخرج أنه سيعتمد نفس المنهج الذي تبناه في فيلمه الأخير "ماد إين"، الذي أنتجه في 1999، وهو إقحام الكثير من الوجوه الشابة في العمل التي تقف أول مرة أمام الكاميرا إلى جانب الممثل الكبير سيد أحمد أقومي· إلى جانب موسى حداد، يشتغل المخرج السينمائي الكبير محمد لخضر حمينة، على عمل سينمائي جديد رفض إعطاء أيّة تفاصيل عنه، وأجل ذلك إلى حين اكتماله، ليضاف إلى قائمة أعماله الطويلة التي صنعت مجد السينما الجزائرية، لا سيما "حسان طيرو" و"وقائع سنين الجمر"···· ومن جهته، سيستأنف صاحب "العفيون والعصا" أحمد راشدي، تصوير فيلمه "مصطفى بن بلعيد" بعد أن تماثل البطل الرئيسي فيه للشفاء بعد الحادث الذي تعرض له· في مجال العمل التلفزيوني، تحدث المخرج التلفزيوني والسينمائي المعروف لمين مرباح ل"المساء"، عن حيثيات مسلسله التلفزيوني الجديد الذي ينتظر الموافقة عليه منذ ستة أشهر، ويخوض العمل في أحد المواضيع الآنية الهامة، وهي قضية الإرهابي التائب وإعادة اندماجه في المجتمع، وسط عائلة تضمّ والده المجاهد وخطيبته التي توفي شقيقها في انفجار إرهابي، ويشارك في هذا العمل الذي ما زال في مرحلة التحضير كل من الفنانة بهية رشدي والفنان سيد علي كويرات··· ومن المشاريع التي تحضر أيضا خارج بقايا أعمال تظاهرة "الجزائر عاصمة الثقافة العربية" التي لم تكتمل حتى الآن مسلسل جديد للمخرجة باية الهاشمي الذي مازال هو الآخر في مرحلة التحضير وجمع الطاقم الفني للعمل، وهو مسلسل يصبّ في خانة الدراما الاجتماعية·