دعا بعض أولياء التلاميذ والمعلمين في بعض المدارس الإبتدائية هذه الأيام، مع الدخول المدرسي الجاري، وزارة التربية الوطنية، إلى إعادة النظر في محتوى بعض الكتب المدرسية الموجهة لتلاميذ الطور الإبتدائي على اعتبار أنها تفوق قدراتهم الذهنية. أكد بعض هؤلاء في حديث خصوا به "اليوم" أن برنامج تلاميذ الطور الابتدائي صعب للغاية من حيث المحتوى، أي من خلال بعض المواد التي يدرسونها على غرار التربية الرياضية والتكنولوجيا التي لم يستطع أغلب تلاميذ المدارس فهمها بما فيهم المعلمون أنفسهم، ما جعلهم يلقنونهما على الطريقة القديمة. وفي هذا السياق بالذات، ساق لنا المعلمون صعوبة تلقين التلميذ في كتاب التربية الرياضية للسنة الثالثة الأعداد العشرية مثلا التي لم يستطيعوا استيعابها لحد الساعة، في حين أكدوا لنا أن ملحق الجغرافيا الذي طرحته وزارة التربية الوطنية مؤخرا لمساعدة أولياء التلاميذ والمعلمين في إفهام التلاميذ كتاب الجغرافيا كمثال آخر، فيه إقرار ضمني من الجهات المسؤولة على المقررات الدراسية والبرامج لأن كتاب الجغرافيا في حد ذاته أعلى من مستوى التلميذ وهي العبارة التي تضمنها الملحق علاوة على بعض الأخطاء الواردة في بعض صفحاته. من جهته، طالب عبد الكريم بوجناح، الأمين العام للنقابة الوطنية لعمال التربية، وزارة التربية الوطنية إلى إعادة النظر في بعض الكتب الدراسية في الطور الابتدائي التي أصبحت لا تتماشى وعقل التلميذ بهدف مسايرة المنظومة التربوية والإصلاح بشكل عام خدمة للمدرسة الجزائرية. واقترح بوجناح على الوزارة تفعيل أداء لجنة ولائية تهتم بالبيداغوجية على مستوى المدارس والمؤسسات التربوية وكذا مديريات التربية توكل لها مهمة مراقبة ما يحتويه الكتاب المدرسي من مناهج ومقررات للوقوف على مؤاطن القوة والضعف فيها ولمعالجة الاختلالات لتحقيق إصلاح تربوي حقيقي وذلك من خلال رفع تقارير للجان وطنية تقوم هي الأخرى برفعها للوزارة المعنية. وأكد أمين عام نقابة التربية أنه مادام هذه اللجنة غير موجودة على أرض الواقع ولا يوجد متابعات للكتاب المدرسي فلن تقوم للمدرسة الجزائرية قائمة خاصة وأن أغلب مفتشي التربية يخافون الحديث أو التعليق عن أي نوع من هذه الإختلالات خلال الندوات في ظل الأصداء والملاحظات والتحفظات التي يبديها الكثير من المعلمين والأساتذة كل سنة. في السياق ذاته، اعتبر المتحدث أن الإصلاح الذي باشرته وزارة التربية الوطنية، كان سيبدأ بإعطاء أكله لولا المسببات التي عجلت بفشله ومن أبرزها مشكلات إعادة الامتحانات بدورتين وعدم معالجة الإكتظاظ والتمسك بتغيير نهاية عطلة آخر الأسبوع الذي يعد خطأ استراتيجيا كبيرا وكثافة جدول التوقيت الذي أصبح كارثة على المعلم والتلميذ فالأول يضيف ذات المتحدث أصبح لا يقدر على تحضير دروسه والثاني على الاستيعاب والقدرة على تحمل 8 ساعات يوميا. من جهة أخرى، طالب الحاج دلالو، رئيس الفيدرالية الوطنية لجمعيات أولياء التلاميذ، الوزارة الوصية بإعادة النظر في سعر الكتاب المدرسي على أساس أن العائلة الجزائرية تجد صعوبات بالغة في اقتنائه ولاسيما العائلات ذات الدخل الضعيف. كما طالب دلالو بتخفيف المناهج باعتبار أنها مازالت طويلة وثقيلة من حيث المحتوى. وفي هذا السياق بالذات، دعا إلى الإستعانة بالتجارب الدولية خاصة لدى الدولة التي لها باع طويل في ميدان التربية والتعليم.