لم يمض شهر على الدخول المدرسي الحالي إلا والخروقات التربوية تتوالى على القطاع، فبعد فضيحة التجهيزات والأثاث المفقودة في بعض المدارس والكتب القديمة المهترئة التي تباع في المؤسسات التربية، ظهرت الى الوجود فضيحة أخرى تتمثل في بيع الكتب المدرسية لتلاميد السنة الأولى من الطور الابتدائي في بعض المؤسسات التربوبة فضلا عن حرمان التلاميذ من عطلة يوم الخميس، وفي هذا الصدد تلقت ''الحوار'' بعض الشكاوى من بعض أولياء التلاميذ الذين صبوا جام غضبهم على المسؤولين مؤكدين أن خيار شراء الكتب والدراسة يوم الخميس أصبح أمرا لا مناص منه حفاظا على السير الحسن لتمدرس أبنائهم، ''والمال يروح يروح'' كما أكد احد الأولياء. خالفت مؤسسات تربوية في الطور الابتدائي تعليمة وزير التربية بوبكر بن بوزيد والقاضية بمنح الكتب المدرسية لتلاميذ السنة الأولى مجانا، حيث التزمت هذه الأخيرة ببيع هذه الكتب للتلاميذ وبنفس الأسعار تقريبا التي بيعت بها كتب الأقسام الأخرى والتي تعدت في بعض الأحيان 1000 دينار جزائري من مجموع جميع كتب القسم. ولهذا الغرض ارتأت ''الحوار'' أن تقف على هذا الأمر فكانت المفاجأة كبيرة خاصة عند اكتشافنا أن مؤسسات باعت الكتب للتلاميذ وأخرى طالبت منهم شراءه من الخارج ضاربة عرض الحائط تعليمة الوزير. أول وجهة كانت لنا هي مؤسسة ابتدائية ببلدية جسر قسنطينة، حيث عمد مديرها إلى نقل بعض تلاميذ الطور التحضيري الى قسم السنة الأولى ابتدائي دون بلوغهم السن القانوني للتمدرس في مثل هذا الطور ودون استشارة أولياء أمرهم، ولم تتوقف الإجراءات المستحدثة عند هذا الحد فحسب، فبعد أن قام بهذا الإجراء، حسب شهادة أولياء بعض التلاميذ ل ''الحوار''، طالب منهم إحضار الكتب من خارج المؤسسة التربوية، حيث وصل سعر شراء هذه الكتب رغم أنها قديمة بصفتها مستعملة الى قيمة 1000 دج. وفي هذا الصدد تساءل أولياء التلاميذ عن السبب الذي جعل من مؤسسة تربوية تطلب من أهالي بعض التلاميد والبالغ عددهم - حسب ما أفاد به أولياء احدى الابتدائيات - 11 تلميذا إحضار الكتب من خارج المدرسة، متسائلين في الوقت نفسه عن السبب الحقيقي وراء تمكين أبنائهم من الوصول الى السنة الأولى ابتدائي مع طلب شراء الكتب من الخارج. وحسب بعض الأصداء التي أتتنا من بعض المؤسسات التربوية التي اقدمت على بيع هذه الكتب الى التلاميد نجد احدى المدارس برايس حميدو والمعروفة باسم ''لابوانت'' أقدمت على هذا الأمر دون إعطاء تبرير للموضوع، حيث أكد أولياء التلاميذ أنهم يجهلون تعليمة وزير التربية التي تمنح الكتب مجانا لتلاميذ السنة الأولى، وقد ابدى معظمهم اندهاشهم من هذا الأمر وعبروا عن سخطهم الكبير جراء هذه التصرفات المعزولة من قبل بعض مدراء المدارس الذين اتهموهم دائما بالاحتيال على التلاميذ، وفي هذا الصددد تقول احدى السيدات إن لها ولدين يدرسان في السنة الأولى والرابعة ابتدائي وانها اضطرت الى اللجوء الى الكتب الخارجية حتى لا تكلفها كثيرا. وفي السياق ذاته تؤكد مراسلة وزير التربية الوطنية أن جميع تلاميذ السنة الأولى من الطور الأول تمنح لهم الكتب مجانا دون ادخال أي اعتبارات من أي نوع كان. حرمان التلاميذ من عطلة يوم الخميس وفي السياق ذاته حرم العديد من تلاميذ الابتدائي في عدد من المؤسسات التربوية من عطلة يوم الخميس التي منحتها الوزارة لهم بناء على تعليمة من وزير التربية بوبكر بن بوزيد. وفي هذا الصدد أكدت شهادات بعض أولياء التلاميد بمنطقة العاشور بدرارية وبالعلاليقية ببومرداس أن أبناءهم الذين يدرسون في الطور الابتدائي حرموا من عطلة يوم الخميس، بينما يستمتع بها أقرانهم من التلاميذ في نفس الطور، متسائلين عن السبب الذي جعل مؤسسات تعمل وأخرى تستجيب لقرارا ت الوزارة الوصية. وفي السياق نفسه سجلنا بدورنا أن بعض ابتدائيات بلدية جسر قسنطينة تدرّس يوم الخميس، ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل تعداه الى أن التلاميذ لا يكملون دراستهم حتى الساعة الخامسة مساء، بصفة أن مؤسستهم تعمل بدوامين نظرا للاكتظاظ الحاصل في المدرسة، وهذا ما وجده بعض مدراء الابتدائيات مبررا قويا لهذا الأمر.