قدم أمس 30 شخصا من ممثلي عائلات الحراقة ال43 المفقودين في تونس منذ 2008 إلى اليوم رسالة خطية لمصلحة رئاسة الجمهورية بهدف تقديمها للرئيس عبد العزيز بوتفليقة للتدخل العاجل لتسوية ملف أبنائهم الذين قالوا إنهم محتجزين قسرا لدى أمن الدولة التونسي. هددت صباح أمس عائلات الحراقة المفقودين الذين تجمعوا أمام رئاسة الجمهورية في الدخول في إضراب عن الطعام إن لم تتحرك السلطات العليا للبلاد لحل ملف أبنائها الذين أكدوا أنهم مازالوا لحد الساعة على قيد الحياة ويحتجزهم أمن الدولة التونسي منذ أكثر من عام في غياهب السجون رافضا إطلاق سراحهم. وتؤكد هذه العائلات في حديث خصت به "اليوم" أنها تملك أدلة دامغة بأن أولادها لازالوا محتجزين لدى السلطات التونسية، غير أن وزارة الخارجية في الجزائر -تضيف- لم تتحرك لمعالجة الملف رغم الوعود التي قطعتها شهر جوان المنقضي لما التقى ممثلو العائلات والأمين العام للوزارة ووعدهم للنظر في القضية. وفي هذا السياق، أشارت العائلات إلى أن المعلومات والمعطيات التي جمعتها في الجمهورية التونسية حسب ما أكدته القنصلية الجزائرية في هذا البلد الشقيق، أن الشباب الحراقة المفقودين عددهم 35 وليس 43 وأن رحلتهم التي عزموا من خلالها الوصول إلى شواطئ إيطاليا أفضت إلى مقتل 4 منهم، اثنان يقيمان ببلدية براقي واثنان آخران في بلدية الحراش وبأن الموتى قد تم تحويلهم إلى الجزائر وهوما نفته العائلات المعنية جملة وتفصيلا على أساس أنها لم تستلم أي جثة من جثث الحراقة ال43. من جهة أخرى، أكد السيد "أحمد" ممثل عن العائلات الحراقة على مستوى ولاية عنابة في هذا الملف أنه تنقل شخصيا لتونس عدة مرات وجمع قدر كافي من المعلومات والشهادات الحية التي تؤكد أن الحراقة لا يزالون في تونس ويحتجزهم أمن الدولة، بل راح إلى أبعد من ذلك حينما أكد أنه شاهد أحدهم أمام مقر تابع لوزارة الداخلية التونسية. وأوضح المتحدث أن قائمة المفقودين تحوي شبابا في مقتبل العمر منهم من يقيمون ببلدية براقي ومنهم من يقيم بولاية عنابة ومنهم من يقيم ببلدية الحراش بالعاصمة. هذا وتتأسف عائلات الحراقة ال43 على الطريقة التي تعاطت معها كل من وزارة الخارجية واللجنة الوطنية الاستشارية لترقية حقوق الإنسان مع الملف في ظل غياب أي خطوات إيجابية لمعالجة وطي الملف بشكل نهائي. جدير بالذكر، أن هؤلاء الشباب الحراقة الذين يبحث عنهم أهلهم تتراوح أعمارهم بين 20 و35 سنة أبحروا سنة 2008 بقاربين اثنين على ثلاث مجموعات مختلفة باتجاه "سردينيا" الايطالية انطلاقا من شاطئ سيبوس بولاية عنابة وحينها تم تداول حديث يؤكد مقتل 4 جزائريين وتونسيين ومغربي في ولاية "طبرقة" وبالضبط في منطقة "بغدوشة" أثناء محاولتهم الهروب من مطاردة حراس السواحل التونسيين الذين دخلوا معهم في ملاسنات واشتباك بالأيدي.