تعقد إجراءات التمويل ساعد في انتشار الأنشطة الموازية أرجع الأمين العام للجمعية العامة للمقاولين الجزائريين بلقاسم مزين ضعف أداء المؤسسة الصغيرة والمتوسطة الجزائرية إلى انعدام سبل التمويل الفعال من طرف البنوك والهيئات المعنية، مما فتح المجال واسعا أمام الأنشطة الموازية. أجمع المشاركون في اللقاء الذي نظم أمس بيومية "المجاهد" حول العلاقة بين المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والبنوك، أن الجزائر تتواجد في المراتب الأخيرة عالميا فيما يخص ضمان القروض الخاصة بالمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وأن دور الهيئات المعنية بضمان قروض هذه المؤسسات كصندوق ضمان قروض المؤسسات الصغيرة والمتوسطة "فقار" يبقى محدودا، كما أن هذا الأخير يفرض شروطا متعددة على أصحاب المشاريع مما يعيق طموحهم ويجعلهم غير قادرين على الاستمرار ومواجهة المنافسة. كما انتقد المشاركون الطابع التجاري لنشاط الهيئات المذكورة، حيث أنها بدلا من أن تقدم خدمات مجانية للزبون تفرض عليه تكاليف إضافية تعتبر عائقا أمام الكثير من أصحاب المشاريع خاصة خريجي الجامعات والمعاهد الجدد، وإضافة إلى ذلك، فإن تعقد إجراءات منح القروض من طرف البنوك قد زاد من حدة الوضع. وفي هذا الإطار أوضح الأمين العام للجمعية العامة للمقاولين الجزائريين بلقاسم مزين أن البيروقراطية التي تسيطر على نشاط البنوك بالجزائر تعد أهم عامل ساعد في انتشار الأنشطة الموازية، وارتفاع نسب التضخم والتي انتقلت من 4 بالمائة خلال 2008 إلى 5 بالمائة في 2009، ويتوقع أن تصل إلى حدود 10 بالمائة في غضون الخمس سنوات القادمة -يضيف المتحدث-. وقد طالب المشاركون في اللقاء بضرورة تسهيل إجراءات منح القروض للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، مع إلزامية تقاسم المخاطر من طرف صندوق ضمان القروض لهذه المؤسسات لأن الضمانات المقدمة حاليا تخدم فقط المؤسسات أو المشاريع الصغيرة جدا. من جهته، دعا ممثل الوكالة الوطنية لضمان وتأمين الصادرات "كاجاكس" البنوك إلى القيام بدورها كاملا فيما يخص تسهيل إجراءات منح القروض، مشيرا إلى أن كاجاكس تقوم بتأمين هذه القروض وتمنح ضمانات كافية للشركات المصدرة خارج قطاع المحروقات، كما أكد أنه وبمساعدة البنوك يمكن للمؤسسة الصغيرة والمتوسطة الجزائرية أن تتخطى العقبات التي تقف أمام تطورها، وتتحرر من نطاقها العائلي وتتوسع أكثر وتصبح قادرة على مواجهة المنافسة الأجنبية.