آلاف العمال عرضة للإشعاع، الأمراض المزمنة والحوادث المميتة أكد تقرير مهني أنجز خلال شهر فيفري 2010 من طرف إطارات نقابية وأخرى مختصة في مجال الأمن والوقاية من حوادث العمل بمؤسسة أرسولور ميطال عنابة، تعرض عمال المؤسسة للعديد من الأخطار المهنية الفيزيائية والكيميائية، التقرير الذي دق ناقوس الخطر، تحدث بلغة الأرقام، ففي خلال 7 سنوات، أُصيب 168 عامل بالحجار بأمراض مختلفة ومزمنة، ناهيك عن وقوع 13 حادثا مميتا و3130 حادث أقل خطورة نجم عنه ضياع 15446 يوم عمل. كما بيّن التقرير ما يتعرض له قرابة 7200 عامل يعملون بمختلف الوحدات الإنتاجية للمركب، حيث طالب معدوه مرّة أخرى من أعضاء الثلاثية "الحكومة، الاتحاد العام للعمال الجزائريين والباترونا" إعادة النظر في سن التقاعد الذي جاء في المنشور قم 97/12 المؤرخ في 31 ماي 1997، الذي يحدد الإطار القانوني للاستفادة من التقاعد المسبق خاصة لعمال قطاع الصناعات الثقيلة والبتروكيمياء. التقرير الذي حمل عنوان "نشاط الفولاذ والصلب، أخطاره وآثاره الصحية على العامل" حمل بين طياته معطيات خطيرة عندما أكد المختصون في مجال الأمن والصحة والوقاية من أخطار العمل بالحجار تعرض العمال للعديد من الأضرار الصحية جراء معايشتهم اليومية لهذه الأخطار، منها على الخصوص ما هو فزيائي وكميائي مثل الغاز، البخار، الدخان، الحرارة العالية داخل الورشات الإنتاجية خاصة بوحدتي الصهر الكهربائي والفرنين العاليين 1 و2 وهذا بالرغم من وضع إدارة مؤسسة أرسولور وسائل وإمكانيات وقائية هامة. وحسب ذات المصدر، فإن الأخطار الفيزيائية تتمثل في الضجيج، الارتجاج، الحرارة العالية والإشعاع غير المُشبع كلها أسباب تؤدي إلى التشنج والوهن العضلي، الإرهاق العصبي، الغثيان والتقيؤ وقد يصل الحال ببعض العمال خاصة بوحدات الفحم الحجري سابقا، الفرن العالي والصهر الكهربائي إلى حد الإغماء وفقدان الوعي مما يعرض لخطر الموت خاصة إذا علمنا خطورة محيط العمال بمركب الحجار. أما فيما يخص الأخطار الكيميائية، فقد أوضح التقرير تعرض العمال يوما لمخاطر الغاز، الغبار المتصاعد من وحدات الإنتاج المخصصة لصناعة القوالب المعدنية، بالإضافة إلى عشرات المواد الكيميائية السامة الممزوجة مع السوائل الزيتية التي تعد إحدى أهم حلقات الإنتاج بالحجار مما يُعرض العاملين في هذا الاختصاص حسب نص التقرير إلى أمراض جلدية مختلفة، كالتقرّحات باليدين، التقيّحات الجلدية جراء استعمال مختلف الزيوت. الإصابة بالإشعاع غير المُشبع المتمثل خاصة في الأشعة ما فوق الحمراء مثل أشعة" قاما" و"وحيد غاز الكربون" من وحدة الفحم الحجري المتوقفة حاليا والفرنين العاليين تصيب عمال هذه الورشات بأمراض صدرية مزمنة كمرض الربو، إضافة إلى التهابات وحساسية العينين وهذا جراء الحساسية المفرطة التي تخلفها هذه المواد، كما تعد الأخطار البيولوجية، أحد أهم الأسباب التي تزيد في تدهور الأوضاع الصحية لعمال الحجار خاصة الفئة العاملة في مجال تطهير القنوات ومجاري المياه بالمركب والتي عادة ما تكون مختلطة بالزيوت المستعلمة مما يتسبب في أمراض جلدية خطيرة جراء ملامسة البكتيريا والجراثيم المتكاثرة بشبكة قنوات الصرف بالمركب. وتبقى الحوادث الخطيرة والمُميتة مثل حوادث المرور داخل المركب التي تتسبب فيها المركبات الثقيلة وقطارات نقل المواد الأولية والمصنعة أحد أبرز حوادث العمال مسجلة منذ سنة 2002 إلى 2009. ويرجع التقرير ارتفاع نسبة مخاطر العمل بمؤسسة أرسولور ميطال إلى نظام العمل "3x8 ساعات" وهو النظام الذي يُعرض العمال إلى الإرهاق وقلة التركيز مما يعني ارتفاع خطر الإصابة بأي حادث داخل أو خارج ورشة الإنتاج.