حسب إحصائيات منظمة العمل الدولية تم تسجيل وفاة ما يقارب 5 آلاف شخص يوميا في العالم جراء حوادث العمل أو من أمراض ناجمة عن الظروف المهنية الغير الملائمة في حين تم تسجيل كل عام وفاة 350 ألف عامل عالميا بسبب حوادث العمل المباشرة و 400 ألف عامل في العالم بواسطة أمراض متعلقة بممارسة العمل على أجهزة خطيرة أو باستعمال مواد كيميائية مضرة بالصحة. وأوضح '' جيرار حايوت'' رئيس المركز الوطني الفرنسي للأخطار الصناعية في مداخلته أثناء الندوة الدولية حول الأخطار الصناعية بالمكتبة الوطنية ''الحامة'' , أن هذه الأرقام المسجلة تعتبر خطيرة جدا وتقترب من عدد الوفيات الناجمة عن الحروب, مؤكدا أن هناك ثلاثة قطاعات تعتبر الأكثر خطورة في الميدان المهني وهي الفلاحة, البناء و قطاع الطاقة والمناجم . كما أشار الى أن المواد الكيميائية الخطيرة هي الأخرى تتسبب في عدة حوادث إذ أن مادة الأميونت المستعملة في البناء حسب منظمة العمل الدولية تتسبب في وفاة قرابة 100ألف شخص كل عام وذكر أن انفجار مصنع ''ا زاد آف'' للمواد الكيميائية بفرنسا في سبتمبر 2001 خلف أزيد من 28وفاة داخل الشركة والعديد من الأضرار البيئية في المناطق المجاورة وحتى السكان . وفي نفس السياق أبرز جيرار أن الوقاية من الأخطار المهنية والصناعية في الوقت الحالي أصبحت أكثر تعقيدا حيث أن المبادئ التوجيهية للتصنيف المرافق لمختلف المهن أصبح معقد التنظيم وذلك نتيجة عدم التنسيق بين مختلف الجهات الفاعلة في مجال الوقاية من مفتشي العمل ومنضمات الصحة المهنية ومختلف القطاعات التي لها علاقة مباشرة، والأكثر خطورة في مجال العمل . ومن جهة أخرى يشير نفس المصدر انه لتحسين الظروف المهنية للعامل على مستوى الورشات أو المناجم أو مختلف الأشغال الصناعية الأخرى لابد على الدول توفير الأدوات اللازمة لتفادي الحوادث المهنية وإجبار المؤسسات الصناعية على تركيب مختلف الأجهزة التي تنذر بإيجاد خطر معين من انفجار أو حريق أو انبعاث إشعاعات أو تسرب مواد كيميائية خطيرة في الوسط الصناعي ويمكن أن يحدث أضرارا بالعمال. وأشار في الأخير انه يشاطر رأي منظمة العمل الدولية بمقارنة الحصيلة السنوية التي تقارب 2 مليون وفاة من العمال جراء الحوادث المهنية والتي فاقت مع ما ينجم من وفيات بسبب مرض السل والأمراض المعدية والطفيلية بالإضافة الى انه يقرب من ثلاثة أضعاف ما ينجم عن حصيلة الوفيات التي تخلفها الحروب سنويا والمقدرة ب 650 ألف قتيل .