الخصائص الجغرافية للمدن الجزائرية تسمح باستحداث منشآت تحت الأرض قال توشي حيسا أداشي أستاذ محاضر متخصص في علم الفيزياء الجغرافي في جامعة طوكيو باليابان، إن الخصائص الجغرافية للمدن الجزائرية خصوصا تلك التي تتواجد على الشريط الساحلي شمال مناطق الهضاب العليا تسمح وبشكل لين ومرن من استحداث منشآت وبنى تحتية تحت الأرض، في إشارة إلى الأنفاق الطويلة والمتوسطة وأيضا مفترقات مسالك تحت الأرض، التي من شأنها أن تخفف من حدة النشاط و الحركة المرورية فوق الأرض ( الطرق السريعة والجسور )، لكن شدد على خبراء قطاع الهندسة المدنية والأشغال العمومية، للأخذ بكافة الاحتياطات الأمنية التي يتطلبها هذا النوع من المنشآت والبنى. مذكرا أن الجزائر و خصوصا الشريط الشمالي يمتد على منطقة ذات نشاط زلزالي قوي و متكرر و أن اخذ هذه المعطيات في الحسبان أمر يندرج ضمن الضروريات القصوى. وأوضح تو شي حيسا أداشي، أمس، خلال الملتقى الجزائريالياباني الذي احتضنت فعالياته قاعة المحاضرات التابعة لكلية الهندسة المدنية بجامعة العلوم والتكنولوجيا هواري بومدين بباب الزوار، وحضرها عميد الجامعة بن زاغو و سفير اليابانبالجزائر، إلى جانب عدد كبير من الأساتذة اليابانيينوالجزائريين وخبراء القطاع ، أنه كلف رسميا لنقل اهتمامات المتعاملين اليابانيين الذين عبروا صراحة عن رغبتهم في نقل تكنولوجيات انجاز الأنفاق والجسور عبر الطرق السريعة في إطار شراكات ثنائية أو متعددة الأطراف مع نظرائهم الجزائريين. مؤكدا، أن الشركات اليابانية لها باع كبير في هذا المجال و مستعدة لنقل تجاربها الرائدة في العديد من المدن اليابانية والعواصم الآسيوية إلى الجزائر. وأوضح ذات المسؤول، أن المتعاملين اليابانيين مستعدون للمشاركة في المخطط التنموي 2010 – 2014، سيما في قطاع البنى التحتية والمنشآت الفنية الكبرى، وهم يترقبون بداية الإعلان عن المناقصات الدولية للمشاركة في الورشات الملحقة بالطريق السيار شرق- غرب و شبكة الطرق السريعة الفرعية، خصوصا في منطقة الهضاب العليا. من جانبه قال السفير اليابانيبالجزائر، إن العلاقات الاقتصادية بين الجزائرواليابان شهدت في غضون العشرية الماضية حركية غير مسبوقة. مؤكدا أنها تتطور وتتوسع أكثر إلى مجالات كانت قبل عقود حكرا على كبريات المجموعات الأوروبية، وذكر قطاع الاتصالات والصيد البحري والتكوين المهني والتعاون التقني والعلمي وأيضا التعاون القضائي. لكن السفير قال، إنه رغم هذا التفاعل الثنائي المتصاعد إلا أنه طريق العمل مازال طويلا، على اعتبار أن ما تم تحقيقه لا يعكس إمكانات البلدين. من جانبه أشار عميد جامعة هواري بومدين الدكتور بن زاغو في مداخلته، أن الجزائر هي بحاجة إلى الاستثمار في الخبرة والمهارة والتطور التكنولوجي الياباني. مؤكدا أن هذا النوع من الملتقيات من شأنه أن يعزز ويعمق علاقات التعاون التقني والعلمي بين الخبراء الجزائريين ونظرائهم اليابانيين. مشددا على ضرورة أن يستغل المتعاملون الجزائريون فرصة الدورات التكوينية التي تنظم في الجزائر، كما في اليابان تحت إشراف وتأطير المهندسين اليابانيين لتعزيز "الخبرة الوطنية" سيما في المجالات الإستراتيجية والمحورية التي تضمن التنمية المستدامة.