''النار التي كانت تلج بداخلي أشعلتها في جسدي''.. هي إحدى العبارات التي نطق بها الضحية بوشعالة محمد بعد تمكننا من الدخول إلى غرفة العناية المركزة بمصلحة الاستعجالات لمستشفى الدويرة، وقد امتزجت كلماته بعبرات تحمل في طياتها معاني كثيرة تلوح بين الألم والحسرة، ولعل أهمها ما قاله في آخر جملة له ''حڤروني'' ..شهد حي قاوش بدالي إبراهيم غرب العاصمة حادثة أقل ما يمكن وصفها بالمروعة، والمتمثلة في إضرام شيخ يقارب سنه أبواب السبعين عاما النار في جسده في حدود الثالثة زوالا وأمام مرأى عائلته التي شلت لبشاعة المنظر وخطورته. أرهقته نفسيته، وأهلكته سياسة الصمت لبلدية دالي إبراهيم كمبدأ، فلم يجد بوشعالة محمد صاحب ال67 عاما، سوى إضرام النار في جسده الذي تعب من محاولات السعي وراء كشف حقيقة زوّرت لسنوات وحرمته من مسكنه.بوشعالة محمد، أب ل7أبناء، من مواليد 8 أفريل 1945 شيخ عرف بطيبته والتزامه الصمت، إلا أن قرار طرده من المنزل الذي شيده بعد معاناة تقاسمها رفقة أسرته أخرجته من قوقعته ودفعت به إلى الانتحار حرقا تعبيرا عن حجم الألم الذي ينتابه كلما قصده المحضر القضائي الذي وحسب شهادة العائلة فإنه لم يحترم المواقيت القانونية لعمليات التبليغ بل تعدى إلى التبليغ أيام نهاية الأسبوع. وقد أكدت العائلة ل''النهار''، أنه قرر الانتحار حرقا بعد صب دلو من البنزين فوق رأسه وإشعال النار دون سابق إنذار، أما زوجة الضحية فقد أكدت على أنها قد حرمت نفسها من عدة أشياء في سبيل بناء المنزل المقرر، أما ابنته الصغرى فقد أكدت وجود أدلة وإثباتات تشير إلى وقوع تزوير في القرارات بدليل الوثيقة التي تثبت أن عقد الهبة الذي حصل عليه غريمهم والذي هو في الأصل قريبهم بالتبني استغل مرض قريبته ليجبرها على توقيع عقد الهبة حسب ما أكدته الشهادة الطبية التي تحوز ''النهار'' على نسخة منها، التي تفيد بأن قريبه الذي يدعى ''بوعبد الله'' وهو قريب بالتبني قد استغل مرض ''العجوز'' وحوّل كل أملاكها له.