أكد وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي، أن تطور العلاقات الجزائرية-الفرنسية يتوقف على تصور استراتيجي و لا يمليه ظرف سياسي متميز، و اعتبر رئيس الدبلوماسية الجزائرية أن هذه العلاقات "لم تنقطع أبدا حتى و إن كانت وتيرتها تتغير سنة بعد سنة تحت تأثير عوامل عدة". و سجل مدلسي أن "الماضي لم يمنعنا أبدا من تطوير علاقاتنا في مجملها" مشيرا إلى أن البلدين "لا يزالان يسجلان يوميا نتائج جد إيجابية بعزم كبير على تحسينها" على الصعيدين السياسي و الاقتصادي . و ذكر الوزير بالزيارات الثنائية التي أجريت خلال السنوات الأخيرة مشيرا إلى أن البلدين يتشاوران على "أعلى مستوى" و أبرما عدة اتفاقات هامة في إطار التعاون. كما ذكر مدلسي على سبيل المثال اتفاق الشراكة الذي أبرم في ديسمبر 2007 بمناسبة الزيارة التي قام بها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى الجزائر. و أضاف أن "الطرفين قررا إقامة شراكة استثنائية و ألحا على أن تكون بمثابة نموذج للتعاون في المنطقة و في العلاقات الدولية''، و لدى تطرقه إلى مسألة الاستقرار في المتوسط أشار السيد مدلسي إلى أن هذا الفضاء "يواجه تهديدات قد تعيق ازدهاره و تطوره''، و أردف في هذا الشأن "نواجه حاليا في منطقة المتوسط وضعا قد تدوم انعكاساته مما يستدعي مضاعفة الجهود لاحتواء آثاره'' و اعتبر مدلسي أنه لا شك أن البلدين اللذين لديهما مصالح مشتركة و لديهما تاريخ راسخ في الأذهان عليهما العمل بحكمة وذكاء''، و أكد أن "ذلك لا يعني تظاهرهما بعدم وجود أي خلافات حول نظرتهما لماضيهما المشترك. بالعكس ينبغي أن تقود هذه الخلافات البلدين إلى مضاعفة جهودهما قصد تعزيز العلاقات القائمة بينهما و وضعهما في منأى عن الخطابات المتطرفة التي تبرز عادة عند اقتراب الاستحقاقات الهامة