دعا سكان بلدية امليلي، ببسكرة، وزير الدولة وزير الداخلية إلى التدخل العاجل لحل مشكلة قائمة السكن التي تم إقرارها من قبل المجلس الشعبي البلدي، مؤخرا، والمتضمنة 45 سكنا ريفيا و6 خاصة بالترميم. وقصد طرح وضعيتهم أنجزوا شريطا مصورا على أقراص مضغوطة يتناول ظروف معيشتهم في سكنات لا تصلح حتى للحيوانات متهمين مجلسهم بالاعتماد على المحسوبية والمحاباة في توزيع السكن. تعيش بلدية امليلي على فوهة بركان على خلفية توزيع 45 وحدة سكنية خاصة بالسكن الريفي، ومنح 6 وحدات خاصة بالترميم، وذلك بعد التذمر الذي خلفته عملية التوزيع لدى المواطنين. هذا، وكانت "النهار" قد تناولت الموضوع في عدد 20 ماي 2008 ، وأفرز حالة استنفار لدى سلطات دائرة أورلال وبلدية امليلي، حيث تلقى مكتب "النهار" ببسكرة بلاغ من المحتجين بوعد رئيس الدائرة لحالات تجاوز أكدها هو نفسه -حسب المحتجين- وعلى ضوء ذلك ارتأت "النهار" أخذ رأي رئيس الدائرة الذي نفى المعلومة وأن المحتجين لم يتلقوا أي تأكيد للتجاوزات بل أنه سيطبق القانون وفق المناشير والتعليمات وكل سينال حقه على حد تأكيده. الدرك الوطني يهدئ الوضع تمكن قائد فرقة الدرك الوطني منذ نحو أسبوع بتهدئة الشارع الذي كان ينوي الاحتجاج أمام مقر البلدية، تعبيرا عن رفض القائمة وذلك بعد الجلوس مع الأعيان ووعدهم بحل القضية وفق الطرق القانونية كما تلقى الممثلون عن المحتجين وعودا في نفس السياق من قبل رئيس الدائرة. القائمة اعتمدت على مضاعفة الاستفادات لذوي النفوذ حسبما أفدنا به عن طريق مراسلة المحتجين الموقعة من قبلهم أن توزيع الحصة السكنية تم بناء على المحسوبية والعروشية وللذين انتخبوا رئيس البلدية فقط، كما أشار المحتجون إلى وجود أشخاص لا تربطهم علاقة ببلدية امليلي وهم سكان بلديات وحتى ولايات أخرى ويملكون سكنات تصل أسعارها إلى المليارات، بعضها في عاصمة الولاية، كما اتهم المقصيين من السكنات المجلس البلدي بالتصرف في توزيع السكن حسب أهوائهم وبطرق غير شرعية وغير قانونية ضاربين عرض الحائط الظروف الصعبة التي يتخبط فيها المئات من العائلات في بيوت أقل ما يقال عنها أنها تصلح كخم للدجاج، وحسبهم دائما فإن تدخل وزير الداخلية أمر ضروري لتفادي أي انعكاس للأزمة التي تعيشها بلدية امليلي على أساس أن تدخل الوزير يعد السبيل الوحيد لتفادي أي انزلاق ومن ثم إحقاق الحق وأن لا شخص يعلو على القانون وأن الجزائر ملك للجميع. معاناة سكان امليلي عبر شريط مصور لم يجد سكان امليلي من وسيلة لطرح مستوى معيشتهم الصعبة سوى تصوير شريط تم نسخة على أقراص مضغوطة. هذا، وقد تحصلت "النهار" على نسخة من الشريط الذي يصور بحق معاناة أقل ما يقال عنها أنها صعبة جدا، إذ يوحي لك الشريط وكأنك في دولة تعاني المجاعة والفقر والحرمان، إذ تناولت صور الشريط محطات لأناس يسكنون القصدير يفترشون فيه الأرض ويتغطون الكرتون وأسقف مشققة، فضلا عن الجدران التي مالت بحكم عوامل الزمن وأصبت خطرا حقيقيا على قاطنيها. فهذا، صرح أن زوجته هربت عنه وتركت الأولاد خوفا من سقوط المنزل وبات ينتظر حلول الكارثة، وصورة أخرى توضح اهتراء سقف حتى أصبح الحديد المستعمل في السقف يطفو، وهؤلاء وسط أوكار من البنايات الطوبية التي تآكلت من عوامل الزمن وأصبحت جدرانها مهترئة وسقط نصفها والنصف الباقي يقي أهلها من أن تكون وسط الشارع، هي عائلات يصل تعدادها إلى 12 فردا في العائلة تعيش وسط ركام من المنازل القديمة قدم البلدية توحي لمشاهد الشريط أن هذه البلدية تعيش خارج الزمن وأنها لم تمسها مختلف البرامج التي أنشئت من قبل الدولة، حيث يؤكد العديد من المتحدثين عبر الشريط أنهم لم يستفيدوا منذ الاستقلال بشيء من الدولة حتى ظنوا أنهم ليسوا أبناء الجزائر، هذا غيض من فيض فمهما حاولنا نقل معاناة سكان امليلي، الأكيد أننا لن نفيهم حقهم فهل يستجيب زرهوني لنداء عائلات أرهقها الزمن وزادها المجلس البلدي لبلدية امليلي على حد تعبير مواطني بلدية امليلي؟ من جهة أخرى، نشير إلى أنه وكما جرت العادة يجري تحضير قائمة تزكية ومساندة ضد من يعتبرون أنفسهم ضحايا المواطنين. من جهتنا، نوضح أن مكتب "النهار" مفتوح للجميع وعلى استعداد لسماع الجميع دون استعمال الأساليب البوليسية في البحث والتحري على مراسل "النهار" الذي يتواجد مكتبه وسط مدينة بسكرة ومعروف للجميع خاصة منهم المغلوبين على أمرهم الذين تفتح لهم "النهار" صدرها لسماعهم ورفع انشغالاتهم للمسؤولين.