يخوض عدد من المسؤولين في الحكومة التونسية ونواب بالمجلس التأسيسي إضرابا عن الطعام في حركة رمزية للتعبير عن تضامنهم مع الأسرى الفلسطينيين المعتقلين بالسجون الإسرائيلية. حيث انطلق إضراب الجوع مساء أمس وسيتمّ رفعه مساء اليوم السبت. ويشارك فيه كل من وزير التعليم العالي منصف بن سالم، ووزير النقل عبد الكريم الهاروني، وسمير بن عمر المستشار القانوني لرئيس الدولة. وانضمّ نواب بالمجلس التأسيسي إلى "معركة الأمعاء الخاوية" من بينهم الأمينة العامة للحزب الجمهوري مية الجريبي، والحبيب خضر عن حركة النهضة، وأمين عام حزب المؤتمر من أجل الجمهورية عبد الرؤوف العيادي. كما يشارك في إضراب الجوع مئات الطلبة. من جهته يقول سمير بن عمر المستشار القانوني لرئيس الجمهورية للجزيرة نت إن دخوله في إضراب الجوع "مبادرة رمزية" تندرج ضمن موقف الحكومة المتضامن مع معاناة الأسرى المضربين. كما يعيش مئات الأسرى الفلسطينيين وضعا صحيا صعبا بعد دخولهم في إضراب جوع منذ أكثر من أسبوعين احتجاجا على ظروف اعتقالهم السيئة ومنعهم من استقبال عائلاتهم ومحاميهم. ويرى سمير بن عمر أن إضراب الأسرى عن الطعام سيشكل "وسيلة ضغط" على المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية الدولية للتحرّك لوضع حدّ لمأساة الأسرى الفلسطينيين داخل المعتقلات. وكشف للجزيرة نت عن الشروع في التحضير لعقد مؤتمر دولي للأسرى الفلسطينيين بتونس في الأشهر القليلة القادمة وذلك لبحث أشكال الدعم المادي والمعنوي للأسرى الفلسطينيين، وفق قوله. وطرحت فكرة المؤتمر أثناء المحادثات بين رئيس الجمهورية المنصف المرزوقي والرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي حلّ بتونس منذ أيام في جولة زيارة استمرت أربعة أيام. من جهته قال الحبيب خضر عن حركة النهضة -التي تقود الائتلاف الحكومي- إنّ مشاركته بالامتناع عن الأكل تأتي في إطار التضامن مع المعاناة التي يعيشوها المعتقلون في سجون الاحتلال. ويضيف للجزيرة نت "إضراب الجوع هو آلية للفت الانتباه لما يعانيه الأسرى الفلسطينيون من معاملات مهينة داخل السجون ووسيلة لحشد ضغط دولي ضدّ الاحتلال الغاشم". ويرى أنّ الوقوف في صف الشعب الفلسطيني "واجب وطني"، مشيرا إلى أن تضامن التونسيين مع القضية الفلسطينية "له تاريخ طويل"، مذكرا باحتفالاتهم بعيد الأرض والتظاهر احتجاجا على قصف غزة. من جانبها، تقول الأمينة العامة للحزب الجمهوري مية الجريبي إن مشاركتها في إضراب الجوع تأتي تضامنا مع القضية الإنسانية للأسرى واحتجاجا على الانتهاكات الإسرائيلية. وأضافت للجزيرة نت "رغم الوضع الذي تمرّ به تونس بعد الثورة، لا يجب أن يتقوقع التونسيون في مشاكلهم الداخلية"، داعية أحرار العالم إلى تفعيل كل أشكال التضامن لنصرة الأسرى. وترى مية الجريبي أن الجهود العربية لحل الملف الفلسطيني غير كافية، مستنكرة بالوقت ذاته ما اعتبرته صمتا دوليا تجاه الانتهاكات الإسرائيلية داخل السجون. ويشاطرها الرأي أمين عام حزب المؤتمر من أجل الجمهورية عبد الرؤوف العيادي معتبرا أن هناك "صمتا مريبا" من قبل العالم العربي والدولي تجاه ما يحدث بفلسطين. كما اوضح أن مشاركته بالإضراب عن الطعام تندرج ضمن حركة احتجاجية تهدف للفت أنظار الرأي العام العالمي، قائلا "أوضاع الأسرى الفلسطينيين منسية في الإعلام العالمي الذي يهيمن عليه اللوبي الصهيوني".