أعلن مصدر رسمي في القضاء اللبناني اليوم الثلاثاء عن إخلاء سبيل شادي المولوي، المتهم بالانتماء إلى تنظيمات إرهابية، بكفالة قدرها 500 ألف ليرة لبنانية (حوالي 333 دولارا ). وبهذه المناسبة عمت أجواء من الفرح في طرابلس، مسقط رأس المولوي، حيث أطلقت المفرقعات النارية بعد الإعلان عن الإفراج. وجاء هذا الخبر في ظل قلق ممثلي واشنطن و موسكو والاتحاد الأوروبي من تفاقم الأوضاع في لبنان ومناشدتهم لجميع الأطراف بضبط النفس.أشار شادي المولوي بعد الإفراج عنه أن إيقافه بتهمة التورط في نشاطات على صلة بالارهاب هو ايقاف سياسي نتيجة مساعدته للنازحين السوريين، بيد أن إخلاء سبيله رد ثقته بالقضاء اللبناني. وأضاف شادي أن جميع اعترافاته في اثناء التحقيق أتت تحت الضغط و التعذيب وأنكرها عند مثوله امام القضاء.وجاء قرار إخلاء سبيل المولوي بعد موافقة القاضي العسكري نبيل وهبة لطلب الإخلاء و التزامه لرأي مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية بالافراج عن المولوي بكفالة مالية و منعه من السفر. في نفس الوقت، أصدرت المحكمة مذكرة توقيف بحق ثلاثة ضباط وتسعة عشر عنصرا من الجيش في إطار التحقيقات في قضية مقتل الشيخ أحمد عبد الواحد.تم اعتقال المولوي يوم السبت 12 ماي الجاري ما أدى إلى ردود فعل غاضبة و اشتباكات عنيفة في مسقط رأسه في مدينة طرابلس. وبعد توقيف المولوي نزل المحتجون في مدينة طرابلس للاعتصام، بيد أن مواجهات دامية اندلعت بين مناطق مؤيدة و أخرى معارضة للنظام السوري بعد التعرض لعملية اطلاق نار سقط اثرها عدد من الجرحى. ودامت المواجهات لمدة خمسة أيام و أسفرت عن مقتل و جرح العشرات. ولكن بعد هدوء نسبي تفاقمت الأوضاع من جديد وخاصة بعد مقتل رجل الدين الشيخ أحمد عبد الواحد عند حاجز تفتيش للجيش شمال لبنان، امتدت اثره المواجهات إلى العاصمة بيروت بمعارك عنيفة أسفرت عن قتيلين وأكثر من عشرة جرحى.أعرب الكاتب و المحلل السياسي جورج علامة في اتصال هاتفي مع قناة "روسيا اليوم" عن رأيه بأن قرار الإفراج عن المولوي سوف يساهم في تنفيس الاحتقان الذي بدأ في عكار و طرابلس. وأكد علامة أنه ليس هناك شك في أن لبنان يتعرض لضغوط خارجية، بيد أنه لا يمكن للبنان أن ينجر إلى فتنة مذهبية، حيث أنه ليس في ذلك أي طرف رابح. وقال علامة ايضاً أن اتهام موسكو للقوى الدولية بزعزعة الوضع في لبنان، بعد فشل محاولاتهم في سوريا، هو موقف سليم يعبر عن طبيعة الأحداث الأخيرة في المنطقة.