تظاهر العشرات من سكان مدينة غوندام القريبة من تمبكتو في شمال غرب مالي أمس الجمعة، احتجاجا على سيطرة المسلحين الإسلاميين على منطقتهم ومحاولتهم فرض تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية فيها، كما أفاد شهود وكالة الأنباء الفرنسية،وقال احد السكان لفرانس برس في باماكو أن "القصة بدأت أمس (الخميس) عندما جلد الإسلاميون رجلا اتهموه بارتكاب الزنا. اليوم كان دور امرأة غير محجبة، لقد ضربت بوحشية وسقط طفلها أرضا فخرج السكان بإعداد كبيرة ليقولوا لا للإسلاميين".وأكد ممرض في المركز الصحي في غوندام، المدينة التي تبعد 90 كلم جنوب غرب تمبكتو، أن "الطفل الذي سقط أرضا هو الآن بين الحياة والموت". ولكن عددا من الشهود أكدوا لاحقا لفرانس برس أن حال الطفل تحسنت وقد يبقى على قيد الحياة.وقال موظف في بلدية المدينة انه ظهر الجمعة "تجمع حشد من السكان حول المسجد لمنع الإسلاميين من أداء صلاة الجمعة"، مؤكدا أن المتظاهرين تمكنوا من تحقيق مأربهم رغم إطلاق المسلحين الإسلاميين النار في الهواء لترهيبهم. بالمقابل فان الوضع في تمبكتو كان تحت السيطرة التامة للإسلاميين، كما أكد احد السكان لفرانس برس عبر الهاتف.وقال آخر أن الإسلاميين جمعوا أئمة المساجد وانذروهم بأنه اعتبارا من الأول من رمضان (المتوقع أن يبدأ في 19 أو 20 جويلية) فان كل إمام لن يخطب كما يجب سيتم استبداله بإمام من الإسلاميين.ومنذ 3 أشهر يسيطر على شمال مالي إسلاميو حركة "أنصار الدين" وحركة "التوحيد والجهاد"، وهما حركتان مسلحتان متشددتان متحالفتان مع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وتسعيان لفرض تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية في المناطق الخاضعة لسيطرتهم.