ووري الثرى، ظهر أمس الجمعة، اللواء إبراهيم الشريف فضيل، 65 عاما، القائد السابق لجهاز مكافحة الإرهاب على مستوى قيادة أركان الجيش الوطني الشعبي، والذي يعتبر أبرز "صقور" المؤسسة العسكرية الذين تولوا إدارة الحرب ضد الجماعات الإسلامية المسلحة منذ مطلع التسعينات في حكم القائد السابق للأركان الفريق محمد العماري. وقد شيعت جنازة اللواء الراحل بمقبرة لرهاط بمدينة شرشال، ولاية تيبازة، بحضور العديد من أصدقاء الراحل ورفاقه في المؤسسة العسكرية. وكان اللواء إبراهيم الشريف فضيل قد توفي فجر الخميس بعد خضوعه للعلاج من مرض عضال بالمستشفى المركزي للجيش بعين النعجة بالجزائر العاصمة. وقد عانى طيلة الأشهر الأخيرة من الآثار المتزايدة للمرض، مما تسبب في تراجعه عن المشهد السياسي واختفائه عن الأنظار. وقد توافدت أعداد كبيرة من ضباط الجيش ومن مختلف المصالح الأمنية على إقامة اللواء الشريف فضيل بمنطقة الساحل بالمنتجع الأمني نادي الصنوبر لتقديم العزاء لأفراد العائلة. وكان اللواء إبراهيم الشريف فضيل تقلد عدة مسؤوليات، آخرها قيادة الناحية العسكري الأولى التي تضم ولايات الوسط مثل البليدة، العاصمة وتيزي وزو والجلفة في حكم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة. وكان الراحل قد برز خلال حكم الرئيس السابق اليمين زروال "1994-1999" بصفته قائد جهاز مكافحة الإرهاب على مستوى قيادة أركان الجيش الوطني الشعبي، وظهر لأول مرة في وسائل الإعلام سنة 1997 خلال العمليات الكبرى التي شنها الجيش ضد معاقل الجماعة الإسلامية المسلحة بمنطقة سيدي موسى، أيام قليلة بعد المذابح الجماعية التي هزت منطقة بن طلحة ببراقي والرايس بسيدي موسى والتي خلفت مقتل أزيد من ألف شخص بينهم رضع. وتولى اللواء الراحل شخصيا إدارة العملية الناجحة التي قامت بها أجهزة الأمن في فيفري 2002 قرب ملعب بوفاريك بولاية البليدة ضد الأمير السابق لتنظيم "الجماعة الإسلامية المسلحة" عنتر الزوابري، والتي تعتبر أهم عملية تستهدف قيادات التنظيم المسلح منذ تصاعد أعمال الإرهاب. وفي جويلية 2004 قرر الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إنهاء مهامه على رأس الناحية العسكرية الأولى، بعد تقارير تحدثت عن اعتراضه على تولي الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الحكم. كما أنهيت مهام قائد أركان الناحية العسكرية الأولى لنفس الأسباب. ونسب إلى الراحل اللواء إبراهيم الشريف فضيل تأكيده للصحافيين أكثر من مرة "الإرهاب لا يفهم إلا لغة السلاح". وأبدى في العديد من المرات تحفظات على سياسة السلم والمصالحة الوطنية.