اليتم، البطالة والأمراض.. بركان قابل للانفجار لا يزال سكان بن طلحة ببلدية براقي بالعاصمة يعيشون الأمرّين، فمن العشرية السوداء الى معاناة لم يكتب لها ان تنتهي بعد، ولم يكتب لهذا المجتمع الصغير أن يخرج بعد من المعاناة التي يتكبدها في صمت في الوقت الذي تلتزم فيه السلطات المحلية الصمت على الرغم من النداءات المتكررة، إذ لم تجن العائلات سوى وعود زائفة لم تعرف طريقها بعد الى التطبيق على أرض الواقع. تنقلنا الى أحياء "الرملي، بدومي، الجيلالي" المتواجدة في المنطقة التي عُرفت خلال العشرية السوداء بالمجازر الإرهابية التي دوّنت في تاريخ الجزائر بمجزرة "بن طلحة". ووجدنا سكان هذه الأحياء في حالة مزرية، إذ تنعدم فيها أدنى الشروط المعيشية، نظرا لوقوع الحيين المذكورين قرب واد لصرف المياه القذرة، حيث يأوي حي الجيلالي لوحده أكثر من 15 عائلة، بالموازاة مع حي الرملي وبدومي، الذي تنتشر فيه البيوت القصديرية والبناء الفوضوي. "اقتحمنا" حي الجيلالي الذي يقع داخل مجمع سكني فوضوي بحي بن طلحة عبر ممر مملوء بالحفر، المجاور لواد لصرف القذرة. مدخل الحي تعيش فيه أكثر من 15 عائلة، داخل منازل متكونة من غرفتين على الأكثر، حيث لا كهرباء ولا ماء صالح للشرب. ما يميز حي بن طلحة أن تشكليته الهندسية غير منتظمة، نجد فيلا متباعدة حولها بيوت قصديرية. عندما تقدمنا للاستفسار عن الأمر، كشف لنا أحد المواطنين أن أصحاب الفيلات تقوم بتزويدهم بالكهرباء، أما السيدة خضرة التي تقطن بذات الحي القصديري فقد أكدت أنها تشارك في دفع فاتورة الكهرباء مع صاحب منزل قريب من بيتها، وقالت إن الفاتورة تصل في بعض الأحيان إلى 4000 دينار في الشهر، مشيرة في نفس الوقت الى أنها لا تملك أدوات كهرومنزلية لكي تسجل عليها كل هذه القيمة من المبلغ، لاسيما وأن زوجها بطال إذ تضطر دوما الى دفع المبلغ لكي تحتفظ بإنارة المصباح ليلا. تعد هذه العينة جزءا من معاناة حي بن طلحة، حيث يستنشق سكانه الرائحة الكريهة التي تنبعث من الواد، الذي لا يبعد عن حي جيلالي وحي بدومي سوى ب 100 متر، والذي تسبب في إحداث إصابات مزمنة من الحساسية والربو والتقرحات الجلدية الجرثومية، لدى الأطفال وحتى الكبار. وقال أحد المواطنين إن السبب الرئيسي في حدوث هذه الأمراض يعود إلى كثرة الباعوض. الطفل "عادل" ضحية من ضحايا الظروف المعيشية الصعبة التي يعيشها سكان منطقة بن طلحة، حيث سردت والدته أن ابنها عادل تعرض في الأشهر الماضية لالتهاب في يديه ورجليه جراء اللعب أمام المياه القذرة، وهو لا يزال لحد الآن يعاني من هذا المرض، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فقد انتقلت العدوى إلى أخته سلاف. كما قالت السيدة حجلة إن سكان الأحياء رفعوا لدى مصالح بلدية براقي، عدة شكاوى، قصد النظر في الحالة المزرية التي يعيشونها، وكان رد البلدية هو إعادة إحصاء السكان في قوائم 2008 للاستفادة من السكنات الاجتماعية، لكن ما حدث -حسب المتحدثة ذاتها- أنه تم توزيع سكنات "حي 700 مسكن" على المستفيدين خارج حي بن طلحة، وأضافت قائلة: "لماذا يتم إسكان أناس من بلوزداد " بلكور سابقا" وباب الواد، والحراش. في حين نحن أبناء بن طلحة نقصى من القائمة تماما". بالمقابل، كشف بعض المسؤولين في بلدية براقي أن هناك قائمة بالمشاريع الموجودة، التي تتصدر برنامج عام 2008، مشيرين إلى أن هذه المشاريع قيد الإنجاز بالدائرة الإدارية لبراقي، والمكلفة بالتكفل باحتياجات المواطنين في المناطق الحساسة والمحرومة