إشتكى العديد من قاطني حي بن قودير ببن طلحة، من غياب أبسط متطلبات الحياة، حيث وباجتماع كل الظروف القاهرة التي يتخبطون فيها، أضحوا مصنفين خارج الخريطة الاجتماعية للجزائر، ويتم ذلك أمام صمت وتجاهل المنتخبين المحليين. يعتبر هذا الحي تتمة للأحياء القصديرية المتلاحمة ببعضها ببن طلحة والتي أصبحت تشكل مدينة قصديرية، نظرا لاستحواذها على مساحة أرضية كبيرة، ويعتبر هذا الحي حسب قاطنيه وليد الأزمة الأمنية التي عاشتها الجزائر، والتي خلفت الآلاف ممن شردوا من منازلهم أو تركوها ونزحوا إلى المدن، حيث نزحت العشرات من العائلات من مختلف المدن الداخلية، يضاف إليهم العشرات من العائلات التي تعاني في الأصل من مشكل في السكن، كانت تأوي نفسها عند الأقارب وانتهى بها الأمر في الشارع، ليجد الجميع نفسه في حي " بن قودير" الذي عرفنا اسمه بصعوبة، فلا أحد من القاطنين يعرف اسم الحي الذي يسكن فيه، وتعتبر هذه البيوت غير صالحة لعيش الإنسان، فهي في الواقع تشبه زرائب الحيوانات، بنيت من قصدير، وقش، وقصب، وحتى قطع من قماش، المهم أنها تحمي من غدر الشوارع، ويعيش السكان، ظروفا صعبة، وأوضاعا مزرية، نتيجة غياب أدنى ضروريات العيش، فلا كهرباء، ولا ماء، ولا غاز ولا قنوات صرف، وكلها متطلبات رئيسية، لا يمكن العيش بدونها، غير أن أهم ما ركز عليه السكان ممن تحدثوا إلينا، هو غياب شبكة الصرف الصحي، التي اعتبر هؤلاء غيابها بالكارثة، نتيجة اعتمادهم على الشبكة البدائية والتقليدية، وما ينتج عنها من تسربات للمياه القذرة، التي تعبق المكان بالروائح الكريهة، وانتشار الباعوض والذباب، والتي غالبا ما تسببت للكثير من الأطفال بأمراض جلدية نتيجة لسعات الحشرات السامة، وتلوث الحي، الذي يقضون فيه أوقاتهم، أضاف إلى ذلك محدثونا مشكل المياه، خصوصا مع شهر رمضان، أين يجلبونه من الأحياء المجاورة، على بعد 2 إلى 3 كيلومتر، وبالتالي لا يمكنهم توفير الكمية اللازمة للشرب والغسيل والطهي، خصوصا أثناء صومهم، حيث يجعل المهمة أصعب، وأضاف السكان إلى معاناتهم غياب شبكة الكهرباء، التي اضطر الكثير منهم إلى إيصالها بطريقة فوضوية، يمكنها أن تشكل خطرا عليهم في أية لحظة، كما سجلنا غياب شبكة الطرق، حيث يقع الحي وسط قطعة أرضية، يوجد بها مسالك ترابية، مما يجعل الخروج من الحي في الشتاء صعبا للغاية، ولا تختلف يوميات هؤلاء عن يوميات الكثير من سكان الأحياء المشابهة، حيت تغيب ضروريات الحياة وتحل محلها المعاناة التي وصفوها بجحيم الحياة. ومن أهم مطالب السكان هو ترحيلهم إلى سكنات لائقة، حيث يتكبدون مرارة العيش لأزيد من 15 سنة، ولم يتلقوا من السلطات المعنية إلا الوعود التي لم تتجسد، إضافة إلى زيارة الانتخابات حسب تعبيرهم، وإن بدا هذا الحل بعيد المنال، طالب هؤلاء بتوفير ضروريات الحياة على غرار شبكة الصرف والماء والكهرباء كحلول أولية لا بد منها.