سهرة فنية مختلفة عن كل السهرات تلك التي احتضنها ركح مدينة "كويكول" الأثرية، نجمها جاء من جزين بجنوب لبنان هو، فارس كرم ، وفرقته الموسيقية التي يرأسها فراس حزيم، جسد أكبر رقصة إيقاع على الخشبة بعدة أغاني، وخاصة أغنية " التنورة"، التي تبقى الأغنية الأولى المفضلة لدى الجماهير، وحتى لدى كرم في حد ذاته من خلال تفاعله الكبير في أداء هذه الأغنية وأغنية "اختيار عالعكاز" ومجموعة أخرى من أجمل ما يملك في رصيده الفني. واستطاع الفنان فارس كرم عبر باقة من أغانيه ذات الطابع الشعبي الفلكلوري أن يمتع الجمهور الذي حضر بقوة وقدم مجموعة من أغانيه المحبوبة لدى الجماهير، ومازالت أغنية" التنورة" تلقى الطلب الكبير، كما أن قوة وجمال صوته أخذ الجمهور على مدار ساعة ونصف بتجاوب كبير بلا ملل رغم أن السهرة لم تنطق إلى غاية الحادية عشر والربع ليلا. وما ميز السهرة السابعة كذلك هو انفراد الفنان اللبناني كرم بها لوحده دون أن يشاركه أي فنان أخر على الركح واحتكره وحده عكس السهرات السابقة التي يتداول فيها أكثر من ثلاثة مغنيين، ورحل فارس كرم بالجمهور إلى أعماق لبنان من خلال اللهجة اللبنانية وصوته الذي يحمل لكنة لبنان، والأغاني التي تحمل في واقعيتها جانبا من الشارع اللبناني والحياة اليومية هناك، ليهيم جمهور جميلة في عمق لبنان ويكتشف التراث الغنائي الشعبي بهذا البلد. فقد نجح فارس كرم أمام جمهوره بجميلة وفتح له الشهية في إعادة تفكيره حتى يعطي المغرب العربي حقه مثلما أكدها، لينهي السهرة بعد ساعة ونصف من الزمن، لكن بعدما كسب جمهورا وفتح باب شهرته بالجزائر، حتى أنه غادر جميلة نادما على تأخره عن الغناء بالجزائر إلى اليوم بعدما إكتشف جمهورا ذواقا، فغادر وكله أمل في العودة مرة أخرى. ولكل بداية نهاية، ومهرجان جميلة العربي في طبعته الرابعة بلغ مشارف نهايته التي سيوقعها الثنائي وردة الجزائرية التي تغني بسطيف في أول مرة من حياتها الفنية، والفنان المصري الحكيم، صاحب الأغاني النابعة من الفلكلور الشعبي المصري، ومن أشهر أغانية " السلام عليكم "، وقبل ذلك تلتقي الفنانة التونسية نبيلة كاراولي ومجموعة من المغنيين الجزائريين على موعد مع جمهور جميلة سهرة هذا المساء الخميس، لتنطفئ الشمعة الرابعة من المهرجان.