دعت جماعة الإخوان المسلمين في مصر يوم السبت إلى تنظيم المزيد من المظاهرات الحاشدة دعما للرئيس المعزول محمد مرسي بعد أن انفض احتجاج ضخم مؤيد له قبل الفجر في نهاية أسبوع قتل فيه ما لا يقل عن 90 شخصا .وقالت جماعة الإخوان المسلمين التي تنظم اعتصاما قرب مسجد رابعة العدوية في القاهرة من قبل أن يعزل الجيش مرسي في الثالث من يوليو تموز إنها لن تغادر الشوارع حتى يعود الرئيس المعزول إلى السلطة.ويحتجز مرسي - أول رئيس منتخب عبر انتخابات حرة في مصر - منذ عزله في خطوة يقول الجيش إنها استجابة مبررة لمطالب شعبية بعد تظاهر الملايين احتجاجا على حكمه. ووصفت جماعة الإخوان المسلمين عزل مرسي بأنه انقلاب على الديمقراطية.وأثارت الاضطرابات في مصر قلق المانحين الغربيين.وتفرقت حشود ضخمة لأنصار الإخوان المسلمين قبل فجر يوم السبت بعد التجمهر في الشوارع حتى الساعات الأولى من الصباح حاملين صور مرسي عند إشارات المرور.وخرج عشرات الآلاف يوم الجمعة لتنظيم ما أطلقت عليه جماعة الإخوان المسلمين اسم "يوم الزحف".ويقول معارضو مرسي إن هذه المظاهرت لاتزال أصغر حجما من تلك التي أطاحت بمرسي.واستعرضت جماعة الإخوان المسلمين قدرتها على التنظيم والمثابرة بمواصلة اعتصامها الذي دخل أسبوعه الثالث وتفد إليه حافلات محملة بأنصار مرسي من شتى المحافظات لتنظيم احتجاجات ضخمة رغم حرارة الصيف وصيام شهر رمضان.وفي إحد مواقع الاحتجاج وقف مئات المتظاهرين خلف الأسلاك الشائكة وصاحوا في وجه الجنود الواقفين على بعد عشرات الأمتار منهم.وقال أحمد عادل وهو طالب يبلغ من العمر 22 عاما في وسط القاهرة "أنا هنا لأقول لا للانقلاب العسكري ونعم لمرسي الذي أعتبره الرئيس الشرعي".وأصدرت السلطات المؤقتة مذكرات اعتقال بحق عدد من قيادات الإخوان المسلمين من بينهم عصام العريان الذي دعا إلى تنظيم المزيد من المظاهرات يوم الاثنين.وقال العريان على صفحته بموقع فيسبوك "مصر تقرر.. عبر صناديق الانتخابات تقرر.. عبر المظاهرات والحشود الجماهيرية تقرر.. عبر الاعتصامات السلمية تقرر. لن يفرض شخص أو مجموعة نخبوية أو مؤسسة عسكرية قراره على الشعب."ومرت مظاهرات يوم الجمعة بسلام على عكس أعمال العنف الدامية التي وقعت قبل أسبوع ولقي فيها 35 شخصا حتفهم في مواجهات بين متظاهرين مؤيدين لمرسي ومعارضين له.وقتل 57 شخصا يوم الاثنين الماضي عندما أطلق الجيش النار على مؤيدي مرسي قرب دار الحرس الجمهوري. وقال الجيش إن ذلك جاء ردا على هجوم شنه إرهابيون بينما تقول جماعة الإخوان المسلمين إن أنصارها تعرضوا لمجزرة.ورفضت الولاياتالمتحدة أن تصف إجراء الجيش بأنه "انقلاب" إذ أن ذلك يقتضي بموجب القانون الأمريكي قطع المساعدات العسكرية السنوية لمصر والتي تبلغ قيمتها 1.3 مليار دولار.وفي الآونة الأخيرة وصفت واشنطن حكم مرسي بأنه غير ديمقراطي نظرا للاحتجاجات الشعبية الحاشدة المناوئة له ولكنها حثت السلطات أيضا على إطلاق سراح الرئيس المعزول والتوقف عن اعتقال أنصاره.وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط إن 70 ألف طن من السولار وصلت إلى الاسكندرية يوم السبت قادمة من تركيا والسويد.ورحبت السعودية والإمارات والكويت بالإطاحة بالإخوان المسلمين وعرضت على مصر أموالا نقدية وقروضا ومنحا ووقودا بقيمة 12 مليار دولار.ووضعت السلطات المؤقتة في مصر "خارطة طريق" لاستعادة الحكم المدني تقضي بتعديل الدستور وإجراء انتخابات برلمانية في غضون ستة أشهر ثم إجراء انتخابات رئاسية.وجرى تعيين رئيس المحكمة الدستورية العليا المستشار عدلي منصور رئيسا مؤقتا للبلاد واختير الخبير الاقتصادي الليبرالي حازم الببلاوي رئيسا للوزراء.ويسعى الببلاوي إلى تشكيل حكومة يرجح أن تتألف في الأساس من التكنوقراط والليبراليين دون إثارة حفيظة السلفيين الذين أيدوا إطاحة الجيش بالإخوان المسلمين. وقال الببلاوي لرويترز يوم السبت إنه يتوقع تشكيل الحكومة في غضون يومين.وأثارت الأزمة في مصر مخاوف حيال الوضع الأمني في شبه جزيرة سيناء حيث يهاجم مسلحون نقاط التفتيش التابعة لقوات الأمن بصفة شبه يومية.وقالت صحيفة الجمهورية الرسمية في عنوانها الرئيسي يوم السبت "عملية تطهير سيناء خلال أيام" في إشارة إلى عملية عسكرية يحتمل أن يشنها الجيش على المسلحين في المنطقة.غير أن ضابطا كبيرا في الجيش طلب عدم ذكر اسمه قال إنه من المستبعد إجراء العملية العسكرية على الفور نظرا لأن القوات تركز حاليا على الحفاظ على الأمن أثناء الاضطرابات السياسية التي تشهدها البلاد.وقالت مصادر أمنية يوم السبت إنه تم إلقاء القبض على فلسطيني في مصر للاشتباه في شنه هجمات على خط أنابيب للغاز الطبيعي.