أفادت مصادر موثوق بها "النهار" أن امراة تنحدر من منطقة عين الحمراء الواقعة ببرج منايل، قد التحقت بصفوف الجماعة المسلحة، في سابقة هي الأولى من نوعها، فاتحة المجال أمام نوع آخر من الاعتداءات التي أشارت بعض المصادر إلى أنها الأسهل والأكثر خطورة من حيث الأضرار. اعتبر خبراء في الشأن الأمني أن انضمام هذه المرأة إلى "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" سيمكن القادة من انتهاج أسلوب آخر في تنفيذ جرائمها دون الاضطرار إلى طريقة الاقتحام واستعمال السيارات المفخخة؛ حيث رجحت ذات المصادر أن جماعة درودكال ستعمد إلى استعمال الحزام الناسف الذي استعمل مرتين لحد الآن ولم يكتب له النجاح بسبب ما يرافقه من شبهة وإثارة للانتباه؛ إذ يكتشف أمر حامله قبل تفجير نفسه، على عكس المرأة التي سترتدي الجلباب وستتمكن من الدخول إلى مناطق حساسة ويصعب على مصالح الأمن تفتيشها. وقد أكد عارفون بالشأن الأمني أن هذه المرأة بالتحاقها بالعمل المسلح، قد وضعت في حسبانها أنها ستكون عند الضرورة وسيلة فعالة في يد التنظيم في تحقيق مآربه، وأنها الضربة القاسية التي ستوجه إلى مصالح الأمن بمختلف أسلاكها، سيما وأنها لن تتمكن من التراجع بعد أن حوّلها قادة الجماعة السلفية إلى مشروع انتحارية تتحين الفرصة لتنفيذ اعتدائها. وقد أشارت بعض المصادر إلى أن التحاق المدعوة "ربيعة" التي تنحدر من عين الحمراء بالجبل، لم يكن إلا انتقاما لزوجها الارهابي الذي قضت عليه قوات الجيش في عملية محكمة بتيزي وزو. إذ وبمجرد سماعها الخبر في 16 نوفمبر 2007، انضمت نهائيا إلى الجماعات المسلحة، وقد سبق ذلك القضاء على والدها الشيخ خالد في عام 1996 والذي كان أميرا لإحدى مجموعات "الجيا"، ثم أميرا ل "كتيبة الأنصار"، وكذا القضاء على أخويها الارهابيين، علما أن عدم تفطن الأمن مبكرا لحقيقة تحوّلها إلى ارهابية؛ راجع حسب ذات المصادر إلى التكتم الذي كان عليه زوجها والذي لم يسمح فيه حتى لأهله بمعرفة كثير من التفاصيل عنها؛ حيث كانت تقطن بالجزائر العاصمة ولم يعرف أن لها أبنا إلا في الأشهر القليلة الأخيرة ولا أحد توقع أن يكون سبب اختفائها راجع إلى كونها أضحت ارهابية؛ لأن الجميع في عين الحمراء بمن فيهم أهل زوجها قد اعتقدوا أنها قد تزوجت واستقرت نهائيا في العاصمة ولم يحاولوا الحصول على عنوانها إلا عندما وصلتهم أنباء تشير إلى أن لها ابنا هو الابن الوحيد لسعداوي عبد الحميد المدعو "يحيى أبو الهيثم"، مسؤول المالية والعلاقات الخارجية في تنظيم "الجماعة السلفية للدعوة والقتال"، والذي التحق بصفوق الجماعة المسلحة في 1994 ولم يكن يتجاوز من العمر آنذاك 30 سنة، ولكنه استطاع كسب ثقة حسان حطاب الذي جعله من المقربين إليه وقلّده منصب إمارة "كتيبة الأنصار" التي كانت أخطر كتيبة على مستوى الوطن، باعتبارها القوة الضاربة للجماعة السلفية ومن أعتى كتائبها، قبل أن يفتك قيادة المنطقة الثانية ومن ثم أصبح مسؤولا عن المالية والعلاقات الخارجية، بعد أن حوّل التنظيم تسميته إلى "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي". وكانت ربيعة التي توارت عن الأنظار رفقة ابنها حسب مصادر مطلعة أرادت الثأر لزوجها الأمير من خلال المشاركة في العمل المسلح، وليس الاكتفاء بالدعم المعنوي أو مجرد الانخراط في شبكات الدعم والاسناد، كما يقوم به كثيرون يعجزون عن حمل السلاح، ومنهم النساء اللائي يفضّلن مساندة الارهابيين دون التنقل معهم، وهي بذلك قد أظهرت بقرارها هذا استعدادها المطلق لإشفاء غليلها ممن وضعوا حدا لزوجها الارهابي الخطير بأية وسيلة، حتى ولو كانت بالانتحار، باعتبار أن النساء لا يلحقن بأزواجهن في الجبل؛ وإنما ينتظرن عودة هؤلاء عند تمكّنهم من التسلل والفرار من مراقبة الأمن، وهو ما يرجح خطورة ما يخطط له تنظيم السلفية الذي ضم إليه امراة لا يمكن تسميتها إلا ب "الخطيرة"، سيما وأنها تنحدر من عين الحمراء، أخطر بقعة على مستوى ولاية بومرداس.