كشفت مصادر موثوقة ل"النهار" أن المرأة المنحدرة من منطقة "عين الحمراء" ببرج منايل ببومرداس، التي التحقت مؤخرا بالعمل المسلح، كانت من صنف النساء "المجاهدات" في أولى سنوات العشرية السوداء أيام بروز الجماعة الإسلامية المسلحة "الجيا". وحسب مراقبين للشأن الأمني فإن عودة التحاق الإرهابيات بالتنظيم المسلح يطرح عدة تساؤلات حول استحداث الأساليب الإجرامية وتجنيد كل الفئات العمرية في صفوف الجماعات المسلحة انطلاقا من الأطفال، الشباب والكهول، ثم النساء، حتى وإن كان التحاق المسماة "غ. ربيعة"، ذات ال35 ربيعا، حسب معلومات "النهار"، بالجبل تم بعد اقتناعها الشخصي بمحاور "الجهاد في صفوف العمل المسلح"، باعتبار أن التحاقها الأخير لم يكن إلا إصرارا منها على انتهاج سبيل "المرأة المجاهدة" التي كانت عليه سابقا. فقد التحقت هذه المرأة بالعمل المسلح في صفوف الجماعة الاسلامية المسلحة "الجيا" وهي لاتتعدى 22 ربيعا رفقة زوجها الذي كان هو الآخر إرهابيا، وبعد القضاء عليه في أحد الاشتباكات مع قوات الأمن، عقدت قرانها بالإرهابي "عبد الحميد سعداوي" الذي كان في ذلك الوقت يبلغ من العمر 29 سنة، وأسندت له مهمة الجندي العادي. وماهي إلا سنوات حتى ذاع صيتها واشتهرت بعداعتلاء زوجها "أبو الهيثم"، في فترة وجيزة، إمارة كتيبة الأنصار التي كانت قوة امتدت جذورها إلى أقصى ولايات البويرة وتيزي وزو، ثم أميرا للمنطقة الثانية. وحسب ذات المصادر فإن "ربيعة" سلمت نفسها لمصالح الأمن مع قانون الرحمة سنة 1997 وقضت مدة معينة بالسجن لمتابعتها بإحدى القضايا الإرهابية، حيث بقيت طول هذه المدة تلتقي زوجها خفية إلى غاية القضاء عليه رفقة زوج أختها "حمزاوي عبد الحميد" المدعو "أبو تراب"، في كمين بنواحي ولاية تيزي وزو، وهذا بتاريخ 16 نوفمبر 2007 وبعد حوالي 6 أشهر قررت العودة إلى العمل في صفوف التنظيم المسلح؛ فلم يمر على التحاقها إلا أربعة أشهر، أي في شهر ماي الفارط، ولم تثر أي شكوك حولها إلا بعد مدة معينة، لتضعها قوات الأمن في قائمة المبحوث عنهم والمتهمين بالانخراط في صفوف الجماعات الإرهابية المسلحة باعتبارها أول النساء اللاتي التحقن بالجبل بعد سياسة المصالحة الوطنية.