قالت مصر انها لم تصدر اي قرار أو توجيهات بمنع مرور السفن الحربية الأمريكية في قناة السويس على خلفية الضربة الجوية التي تنوي واشنطن توجيهها لسوريا تحت مبرر استخدام النظام للسلاح الكيماوي ضد المدنيين. وقال رئيس هيئة قناة السويس مهاب مميش في تصريحات صحفية نشرت اليوم ان بلاده "ملتزمة" بالاتفاقيات الدولية المتعلقة بمرور جميع انواع السفن الحربية والتجارية في المجري الملاحي للقناة "دون تمييز" واعتبر ما نشر حول نية القاهرة في منع السفن الحربية الامريكية من المرور بالقناة محاولة "لاثارة العالم على مصر" وهيئة القناة وإظهارها بمنطق المخالف للقوانين الدولية او الايحاء بوجود مشاكل في المجري . وكان وزير الخارجية المصري نبيل فهمي اكد في بيان له يوم الخميس ان بلاده"لن تشارك في توجيه أية ضربة عسكرية (ضد سوريا) وتعارضها بقوة اتساقا مع مواقفها الثابتة من معارضة التدخل العسكري الأجنبي في سوريا". و داعيا مجلس الأمن الدولي الى "بذل كل جهوده" للتحقيق فى أحداث استخدام السلاح الكيماوي و"اتخاذ الإجراءات اللازمة إزاء هذه الجريمة البشعة" مشددا في الوقت ذاته على ضرورة "إيجاد حل سياسي للوضع في سوريا". ويأتي ذلك في وقت تدرس الولاياتالمتحدة ودول غربية احتمال توجيه ضربة عسكرية لسوريا بالتعاون مع حلف شمال الأطلسي ودول غربية . وكان العديد من القوى السياسية والشخصيات العامة المصرية قد اعربت عن معارضتها لأي عمل عسكري في سوريا ودعت الحكومة المصرية الى اتخاذ كل الاجراءات لافشال الخطة الامركية - الغربية في سوريا معتبرة أن الولاياتالمتحدة تحاول "تنفيذ مخطط يستهدف الجيوش والبلاد العربية بهدف تفتيتها وإضعافها والتدخل في شؤونها "وعلى راسها مصر. وطالب المتحدث الاعلامي لحركة "تمرد" المصرية التي تزعمت الحراك الشعبي الذي اطاح بنظام الاخوان المسلمين في مصر مؤخرا الحكومة ب"غلق قناة السويس أمام السفن الحربية المتوجهة لضرب سوريا". كما وجهت الحركة في بيان لها نداء الى وزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي طالبته فيه ب"اتخاذ جميع الإجراءات التي تحفظ الأمن القومي لمنطقة الشرق الأوسط". ومن جهته حذر أحمد دراج القيادى بجبهة الإنقاذ المتحالفة مع النظام الجديد في مصر في تصريحات صحفية اليوم من احتمال قيام امريكا بتوجيه ضربة قوية للجيش السوري في اطار خطة تستهدف ايضا زعزعة الامن والاستقرار في مصر وإيران. واوضح ان اسقاط النظام السورى سيجعل جزء من المجموعات الارهابية التي تحارب في سوريا تتحول الى مصر لإحداث القلاقل والفوضى و"تشتيت ذهن العقل الاستراتيجى للدولة المصرية فى أكثر من قضية مثل الإرهاب فى سيناء ومظاهرات الإخوان وأنصارهم". و يرى قياديون بحزب التحالف الشعبى الاشتراكى المصري أن التدخل فى سوريا هوجزء من معركة استمرار "تفتيت دول المنطقة وهدم الجيوش الكبيرة فيها " ومنها مصر مشيرين الى انه على الحكومة المصرية الوقوف بجوار سوريا حاليا بصرف النظر عن الموقف من النظام هناك وعقب إيقاف العدوان يجب أن "تجبر" الحكومات العربية الأسد على المفاوضات بشرط ألا يرشح نفسه مرة أخرى.