قالت الناطقة باسم الخارجية الأميركية جين ساكي للصحفيين يوم الجمعة (25 أكتوبر تشرين الأول) إن الولاياتالمتحدة تراجع كل أنشطتها في التجسس بعدما كشفت وثائق سرية سربها المتعاقد السابق مع وكالة الأمن القومي إدوارد سنودن أن الولاياتالمتحدة راقبت مكالمات تليفونية في أكثر من 35 دولة في العالم.وأقرت ساكي بأن التسريبات أضعفت علاقات واشنطن مع بعض الحلفاء الرئيسيين لاسيما ألمانيا وإيطاليا وفرنسا.وقالت للصحفيين "لا شك أن الكشف عن معلومات سرية أوجد لحظة توتر مع بعض حلفائنا. نجري مناقشات مع هؤلاء الحلفاء.. وهذه (المناقشات) ستستمر كما يؤكده مجئ الوفد الألماني إلى هنا في الأسابيع القادمة".وستوفد ألمانيا رؤساء أجهزة مخابرات كبار إلى واشنطن هذا الأسبوع للحصول على إجابات من البيت الأبيض بشأن مزاعم عن قيام مسؤولي أمن أميركيين بمراقبة الهاتف المحمول الخاص بالمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل.وطالبت ميركل الرئيس الأميركي باراك أوباما باتخاذ إجراء وعدم الاكتفاء بعبارات الاعتذار بعد الاتهامات بأن وكالة الأمن القومي الأميركي اطلعت على السجلات الخاصة بهواتف عشرات الآلاف من المواطنين الفرنسيين كما راقبت الهاتف المحمول لميركل.ونفى البيت الأبيض أن الولاياتالمتحدة تتنصت على ميركل لكن المسؤولين الأميركيين رفضوا الكشف عما إذا كانوا فعلوا ذلك في الماضي.وقال أعضاء لجنة الحريات المدنية في البرلمان الأوروبي إنهم سيسافرون أيضا إلى واشنطن لإجراء محادثات يوم الاثنين وبحث "التعويضات القانونية المحتملة لمواطنين أوروبيين" عن التجسس المزعوم.وأضافت ساكي أن الولاياتالمتحدة ستعمل على تحقيق توازن بين المخاوف الأمنية وحماية الخصوصية في المستقبل.وقالت "بالطبع سنستمر في المستقبل في جمع المعلومات التي نحتاجها لتأمين أنفسنا وتأمين حلفائنا. لكننا بالطبع سنضع في اعتبارنا آراء أصدقائنا وشركائنا التي أبلغنا بها من خلال مناقشاتنا معهم وسنستمر في إقامة توازن بين احتياجاتنا الأمنية والمخاوف المتعلقة بالخصوصية". وبدأ البرلمان الأوروبي بالفعل تحقيقا في آثار أنشطة المخابرات الأميركية التي كشفها سنودن.