زعيم العصابة جنّد مجموعة مرتزقة لاغتيال مروّج يعمل لديه أطاحت مصالح الشرطة القضائية في العاصمة، بأكبر شبكة مختصة في ترويج المؤثرات العقلية من نوع «ريفوتريل»، وذلك عقب عمليات البحث والتحري التي تكللت بتفكيك مخطط لترويج حوالي 40 ألف قرص مهلوس كانت معبأة بإحكام داخل 10 علب كارتونية من الحجم الكبير، كما تمكنت من توقيف 11 متهما، بينهم بارون «الريفوتريل» بالعاصمة .كشف مصدر موثوق ل«النهار»، أن القضية التي عالجتها مصالح الشرطة القضائية لباب الوادي، تعد سابقة من نوعها من حيث الكمية المحجوزة، وكذا من حيث عدد الأشخاص الموقوفين، لاسيما بعد الإطاحة بأكبر بارون للمؤثرات العقلية، الذي يعد الممول الرئيسي على مستوى ولاية الجزائر، حيث يتعلق الأمر بالمدعو «ح.م» المكنى «موح» البالغ من العمر 30 سنة متزوج، وغير مسبوق قضائيا، يقود السيارات الفاخرة والثمينة، والذي ينفق أكثر من 20 مليون سنتيم في الليالي الحمراء، مؤكدا أن التحريات الأمنية، كشفت أن البارون كان يتعامل مع شركائه من باعة ومخبرين عن طريق وسيط، كما أن جميع المركبات التي كان يقودها مدونة بأسماء لأشخاص آخرين حتى يتمكن من تضليل السلطات الأمنية، مشيرا إلى أن الخطير في هذه القضية، هو أن المتهم ذاته كان يوظف مجموعة من الشباب مختصة في الخطف والتعذيب مقابل مبالغ مالية متفاوتة. إلى ذلك، أكد المرجع ذاته، أن خطورة الوقائع تكمن في الكمية الكبيرة المحجوزة، والتي قدرت بأزيد من 40 ألف قرص مهلوس بقيمة مالية إجمالية فاقت المليارين سنتيم، والتي كانت مخبأة في منزل شاب يبلغ من العمر 22 سنة تم اختياره نظرا لسلوكه الحسن وسيرته الطيبة في الحي الذي يقطن به لتفادي الشبهات، مقابل مبلغ مالي قدره 10 ملايين سنتيم لمدة ثلاثة أيام فقط. بالموازاة، وفي سرده لملابسات القضية، أوضح مصدر «النهار»، أنه وبتاريخ ال5 من الشهر الجاري، تلقت مصالح الأمن بلاغا مفاده وجود شاب يبلغ من العمر 21 سنة على مستوى مستشفى مايو، إثر تعرضه لاعتداء بالسلاح الأبيض على مستوى الرئتين وهو في حالة خطيرة، وبتنقل المحققين إلى عين المكان، تبين أن القضية تصفية حسابات، لاسيما وأن شقيق المتهم اعترف أن مجموعة من الشباب اعتدوا على المنزل وهم مدججين بالخناجر والسيوف وحاولوا قتل شقيقه، غير أنه وبعد استغلال تلك المعلومات وباعتراف المتهم بسرقته ل6 علب كارتونية معبأة بالأقراص المهلوسة من نوع «ريفوتريل» بمعية شريكيه، تم تمديد التحريات التي خلصت إلى توقيف المتهمين البالغ عددهم 11 متهما بعد نصب كمائن محكمة من قبل مصالح الأمن. من جانب آخر، أكد المرجع ذاته، أن التحقيقات الأولية، أفضت إلى استرجاع كمية هائلة من الأسلحة البيضاء المحظورة، إلى جانب بندقية صيد بحرية وقارورة غاز من الحجم الصغير كانت ستستعمل في تفجير منزل سارق العلب، مشيرا إلى أن القضية كشفت أن المروّج جنّد ثلة من «الأشرار» قاموا باختطاف شريكي «السارق» وقاموا بتعذيبهما على مستوى مستودع بالدار البيضاء، مشيرا إلى أن عمليات التعذيب تمت على طريقة الأفلام الأمريكية، من خلال ربطهما في سلسة حديدية وتمزيق أجسادهما بالسيوف. وعلى ضوء هذا، تم تقديم المتهمين أمام وكيل الجمهورية المختص إقليميا، أين أمر بإيداعهم رهن الحبس المؤقت، بعد متابعتهم بجناية تكوين جماعة أشرار، اقتحام حرمة منزل، محاولة القتل العمدي مع سبق الاصرار والترصد، الاختطاف، التعذيب، الحجز مع التعذيب وكذا الحيازة لأجل ترويج المخدرات العقلية مع التخزين والنقل والسمسرة.