أطلق أربعون مليون جزائري العنان لحناجرهم معلنين بداية الأفراح عقب إطلاق حكم المباراة السينغالي بادارا دياتا عن نهاية المواجهة بفوز المنتخب الوطني عن نظيره البوركينابي وحسمه تأشيرة التأهل إلى مونديال البرازيل، حيث صرخ الجزائريون بصوت واحد فارحين بتواجد "الخضر" لرابع مرة في مشوارهم في أكبر المسابقات الكروية العالمية ولثاني مرة على التوالي، حاملين الراية الوطنية بصفة خاصة والعربية بصفة عامة، أين شهدت مختلف ولايات الوطن خروج الملايين إلى الشوارع معبّرين عن فرحتهم بالإنجاز المحقق من طرف أشبال الناخب الوطني وحيد حليلوزيتش الذين اقتطعوا تأشيرة التأهل بجدارة واستحقاق. التاسعة ليلا.. الجزائر تنفجر على وقع صوت واحد "وان تو ثري فيفا لالجيري.. رايحين للبرازيل رايحين" عاش الجزائريون من مختلف الأعمار والفئات طيلة أطوار اللقاء والتسعين دقيقة التي كانت تفصل "الخضر" عن التواجد بصفة رسمية في مونديال البرازيل على الأعصاب، وعلى وقع صمت رهيب في الشوارع التي كانت خالية على عروشها إلا الأماكن التي شهدت تواجد شاشات عملاقة في بعض الأحياء التي فضّل فيها المشجعون مشاهدة اللقاء جماعيا، بعدما لم يسعفهم الحظ في التواجد بمدرجات ملعب مصطفى تشاكر، إلى غاية حدود الساعة التاسعة ليلا عندما انتهى اللقاء ، أين انفجرت مختلف ربوع الوطن على وقع صوت واحد "وان تو ثري فيفا لالجيري، الله أكبر نحن في المونديال ورايحين للبرازيل رايحين" في أجواء لم تشهد لها الجزائر مثيلا إلا في مرات قليلة تعد على الأصابع. الإحتفالات تنطلق من البليدة.. العاصمة لم تنم والجزائر تتزيّن بالألوان الوطنية انطلقت احتفالات الشعب الجزائري من مدينة البليدة التي احتضنت المباراة الهامة التي جمعت "الخضر" أمام المنتخب البوركينابي، حيث خرج آلاف الأنصار الذين سجّلوا حضورهم بالملعب في مسيرة جماعية إلى غاية الشوارع، مرددين مختلف الأغاني ومعبرين عن فرحتهم بعد التأهل إلى كأس العالم في جو يبين مدى التضامن والأخوة التي تميز المواطن الجزائري في مثل هذه الظروف، كما شهدت العاصمة هي الأخرى أجواءً أقل ما يقال عنها بحكم الحشد الكبير من الناس الذين نزلوا إلى الشوارع وبحكم أن العاصمة تحتوي على أكبر كثافة سكانية في الجزائر، وهو ما كسر سكوت وهدوء الليل وجعل العاصميين يقضون ليلة بيضاء، على غرار مختلف سكان الولايات الأخرى كوهران، عنابة، قسنطينة، سكيكدة، بجاية التي تزينت كلها بالألوان الوطنية في صورة نادرا ما تتكرر. نوفمبر 2009 .. نوفمبر 2013 التاريخ يعيد نفسه تحت أهازيج" مونديالي مونديالي" لم تمر إلا أربع سنوات بالتمام والكمال حتى سجّل المنتخب الوطني حضوره للمرة الثانية على التوالي في نهائيات كأس العالم، وشاءت الصدفة أن يعيد التاريخ نفسه في شهر نوفمبر الذي لطالما عرفت فيه الجزائر أفضل لحظات تاريخها، سواء سياسيا أو كرويا، وهو ما زاد من تفاؤل الشعب الجزائري حتى قبل انطلاق المباراة وجعلهم يأملون في تكرار ملحمة أم درمان التي تألق فيها بشجاعة أشبال المدرب رابح سعدان أمام "الفراعنة" وحسموا أمر تواجدهم في مونديال جنوب إفريقيا بجدارة واستحقاق، وهو الأمر الذي جعل الجزائريين يعيشون الحدث في أجواء مماثلة وتحت نفس الأهازيج تقريبا على غرار عبارات "مونديالي..مونديالي" الأفراح و"الديفيلي" امتد لساعات متأخرة رغم الإضطرابات الجوية امتدت أفراح الشعب الجزائري التي كانت جنونية وغير عادية، نظرا لحجم أهمية الموعد الذي تجند لها كل الجزائريين من مسؤولين كبار إلى غاية الأطفال والنساء حتى ساعات متأخرة من صباح اليوم، رغم الإضطرابات الجوية التي شهدتها أرجاء البلاد والتي ميزتها برودة الطقس وتساقط أمطار كانت غزيرة في بعض الولايات الداخلية، وهو الأمر الذي لم يقف عائقا في وجه الجزائريين الذين أبوا إلا أن "يسمروا" في احتفالاتهم تحت أبواق السيارات و"الفوفوزيلا"، فضلا عن الألعاب النارية في مشاهد انبهر لها جميع شعوب بلدان العالم. تمثيل وحمل الراية العربية في مونديال البرازيل زاد من حلاوة التأهل أهم شيء وأجمله الذي زاد من حلاوة التأهل إلى مونديال البرازيل، هو تواجد الجزائر كسفير والممثل والحامل الوحيد للراية العربية في بلاد كرة القدم ومع أقوى المنتخبات العالمية للمرة الثانية على التوالي، بعد تولي الأمر في مونديال جنوب إفريقيا 2010، أين حمل أشبال المدرب رابح سعدان آنذاك المشعل العربي لوحدهم في ظل عجز منتخبات الدول العربية الإثنين والعشرين عن التواجد ضمن أكبر المحافل الكروية، حيث تباهى الشعب الجزائري بهذا الإنجاز وقاطعوا العهد على تشريف الوطن العربي وتمثيله أحسن تمثيل خلال المونديال جزائريو الغربة شاركوا الأفراح ورفعوا الراية الوطنية عاليا شاركت الجالية الجزائرية في الخارج سواء في البلدان العربية أو الأوروبية وحتى الآسيوية والأمريكية أفراح الشعب الجزائري بتحقيق "الخضر" التأهل إلى مونديال البرازيل، وخرجوا بدورهم محتفلين ومتباهين أمام الشعوب الأخرى بالإنجاز الذي حققه المنتخب الوطني، في حين عجزت عنه أكبر وأقوى الدول، ومن أهم البلدان التي خرج فيها الجزائريون للاحتفال وصنعوا أجواء حمساية واحتفالية لا مثيل لها نجد فرنسا وانجلترا وكندا التي تتواجد فيها الجالية الجزائرية بقوة.