مباشرة بعد إعلان الحكَم السنغالي بادرا دياتا نهاية المقابلة لصالح المنتخب الوطني أمام بوركينا فاسو بفوز (الخضر) بهدف لصفر الذي أهّلهم إلى مونديال البرازيل خرج الآلاف من سكان العاصمة من مختلف الفئات الاجتماعية بمن فيهم النّساء وحتى الأطفال الصغار والشيوخ للاحتفال بتأهّل المنتخب الجزائري إلى مونديال 2014 في أجواء بهيجة ميّزتها الرّوح الوطنية. القسم الرياضي لم تمنع برودة الطقس التي تسود هذه الأيّام معظم أرجاء الوطن من خروج الملايين من الجزائريين إلى الشوارع للتعبير عن فرحتهم بالإنجاز التاريخي للفريق الوطني أمام نظيرة البوركينابي. فتحت أنغام النشيد الوطني وبعض الأغاني الحماسية الوطنية ووسط الرّايات الوطنية من كلّ الأحجام وصور اللاّعبين تحوّلت الساحات العمومية إلى فضاءات للاحتفال بالإنجاز الكبير لكرة القدم الجزائرية. كما هتف الجميع بحياة لاعبي المنتخب الوطني الذين منحوا الجزائر تأشيرة دخول مونديال البرازيل 2014، وصنعت الألعاب النّارية وأنغام المزامير إلى جانب الرّايات الوطنية الكبرى أيضا ديكورا جميلا في الشوارع وفوق المباني وسطوح المنازل والعمارات. وبالمناسبة عبّر المئات من المواطنين عن فرحتهم بهذا الإنجاز الذي قدّمه رفقاء القائد مجيد بوفرة للشعب الجزائري، وهو الإنجاز الذي أنساهم قلق وحيرة 94 دقيقة من عمر المباراة التي جرت بملعب (مصطفى تشاكر) بولاية البليدة. وأعرب الكثير من المواطنين أيضا عن أن إنجاز النخبة الوطنية لكرة القدم في مباراة أمس سيبقى عالقا في الأذهان، على غرار ملحمة أمّ درمان التي منحت الجزائر تأشيرة المشاركة في مونديال 2010 بجنوب إفريقيا إلى جانب الانتصار التاريخي للجزائر ضد منتخب ألمانيا سنة 1982. وأكّد الكثير من الشباب مواصلتهم لأجواء هذه الاحتفالات وقضائهم ليلة بيضاء في انتظار تنظيم أجواء احتفالية أخرى بمناسبة افتكاك المنتخب الوطني بجدراة واستحقاق تأشيرة مونديال البرزايل 2014 للكرة المستديرة. في الجزائر العاصمة تسبّبت أجواء الفرحة في ازدحام حركة المرور عبر الشوارع الرئيسية للعاصمة وسط تنظيم محكم لأفراد الأمن الوطني الذين تجنّدوا للموعد، خاصّة بعد توافد الآلاف من المواطنين من بلديات ضواحي العاصمة إلى الساحات الكبرى للعاصمة، على غررا شباب بلديات باش جراح، عين النعجة، الكاليتوس والمحمّدية، حسب ما رُصد بساحة (أديس بابا). من جهتها، شهدت مدينة وهران فرحة عارمة لا توصف، فقد توافد الآلاف من المواطنين والمواطنات من مختلف الأعمار على وسط مدينة وهران بمجّرد إعلان الحكم نهاية مباراة الجزائر-بوركينا فاسو للاحتفال في أجواء بهيجة بتأهّل الخضر إلى مونديال البرازيل 2014. وقد عمّت فرحة لا توصف مختلف أحياء وبلديات ولاية وهران من بئر الجير إلى مرسى الحجّاج شرقا ومن مسرغين إلى بوتليليس غربا ومن السانيا إلى وادي تليلات جنوبا ومن مرسى الكبير إلى العنصر بالطنف الوهراني. في مدينة قسنطينة حوّل شباب المدينة اللّيل إلى نهار، وقد عبّر القسنطينيون على غرار باقي مناطق الوطن عن فرحتهم بالنتيجة التاريخية المحقّقة من قِبل جيل جديد من لاعبي كرة القدم الجزائريين كسفيان فغولي وإسلام سليماني وهلال سوداني الذين جدّدوا الموعد مع التألّق على خطى من سبقوهم من اللاّعبين الموهوبين، على غرار عصّاد، بلومي، ماجر، فرفاني، زيّاني وآخرين. ومن جانبهم، سكان الجنوبالجزائري الكبير احتفلوا بهذا التأهّل التاريخي، حيث سمعت بولايات جنوب الوطن ليلة أو أمس أصوات دقّ الطبول ومنبّهات السيّارات وزغاريد النّساء وهتافات يصدح بها الشباب فرحا وابتهاجا بالإنتصار الذي حقّقه المنتخب الوطني. وكانت جموع المحتفلين تردّد هتافات الفوز من بينها (وان تو ثري فيفا لالجيري)، (هذه البداية ومازال مازال)، (رابحين رابحين مع ليفار رايحين) و(جيبوها يا لولاد)، فضلا عن ترديد أهازيج شعبية من عمق التراث الغنائي لمناطق الجنوب، كما لوحظ. كلّ أجواء البهجة عبّرت عنها جموع غفيرة من سكان ولايات جنوب البلاد من مختلف الأعمار والشرائح بعدما استطاعت التشكيلة الوطنية افتتاك تأشيرة التأهّل إلى كأس العالم التي ستحتضنها بلاد (السامبا) في جوان 2014. وفور إعلان الحكَم السنغالي عن نهاية مقابلة (الخضر) تدفّق عشرات الآلاف من سكان ولايات تندوف وبشار والنعامة والبيّض والأغواط وغرداية وأدرار وتمنراست وإيليزي والوادي وورفلة إلى الشوارع والأحياء معبّرين عن فرحتهم الكبيرة بالفوز الذي حقّقه الفريق الوطني والظهور مرّة أخرى ضمن قائمة عمالقة العالم لكرة القدم. وقد اجتاح آلاف المواطنين كلّ الشوارع والأحياء والساحات وهم يرتدون قمصانا تحمل الألوان الوطنية أو لفّوا أنفسهم بالرّاية الجزائرية وسط زغاريد النسوة التي دوت من شرفات المنازل. هذا الحدث الكروي سيغرق سائر مدن الجنوب هذه اللّيلة في أهازيج ومواكب واحتفالات ستتواصل دون توقّف إلى غاية الساعات الأولى من صباح اليوم الموالي، وهي اللّيلة البيضاء التي ستبقى محفورة في الذاكرة. أفراح البسكريين تتحوّل إلى مأتم لقي أربعة أشخاص حتفهم وأصيب 20 آخرون بجروح متفاوتة مساء الثلاثاء في حادث سير خلال احتفالات مشجّعي الجزائر بتأهّل الجزائر إلى نهائيات كأس العالم 2014 بالبرازيل. فقد ذكرت الإذاعة الجزائرية أمس الأربعاء أن الحادث وقع في مدينة طولفة بولاية بسكرة، لافتة إلى أن حالة اثنين من الجرحى خطيرة. الوفد الجزائري في قمّة الكويت العربية الإفريقية يتلقّى تهاني تأهّل "الخضر" إلى المونديال تلقّى الوفد الجزائري المشارك بالكويت في القمّة العربية الإفريقية الذي يقوده السيّد عبد القادر بن صالح تهاني الوفود العربية والإفريقية المشاركة في هذه القمّة بمناسبة تأهّل الفريق الوطني إلى كأس العالم. وقد أبى رئيس جمهورية بوركينا فاسو بيلاز كامباوري إلاّ التنقّل من مقعده داخل قاعة المؤتمرات عند استئناف أشغال القمّة أمس الأربعاء إلى مكان الوفد الجزائري لتقديم التهاني له ومن خلاله لرئيس الجمهورية والشعب الجزائري على الفوز الذي حقّقه الفريق الوطني بالتأهّل إلى كأس العالم 2014. كما تلقّى الوفد الجزائري التهنئة من العديد من الوفود العربية والإفريقية، حيث هنّأ نائب رئيس الوزراء البحريني من على المنصّة الشعب الجزائري بمناسبة تأهّل الفريق الوطني إلى كأس العالم ليكون الفريق الوحيد الممثّل للعرب خلال هذه التظاهرة الرياضية الدولية الكبرى. قالوا عن تأهّل "الخضر" الجزيرة الرياضية: "الجزائر ممثّلا وحيدا للعرب في المونديال" أكّد موقع (الجزيرة الرياضية) أن الجزائر كانت مرّة أخرى في الموعد وحفظت للعرب ماء الوجه بتأهّل مستحقّ، وجاء في تقريرها: (تأهّل منتخب الجزائر إلى نهائيات كأس العالم 2014 في البرازيل بعد فوزه الصعب على ضيفه منتخب بوركينا فاسو (1-0) في إيّاب الدور الحاسم في التصفيات الإفريقية، وبذلك نجح محاربو الصحراء في إبقاء حضور العرب في النّهائيات كممثّل وحيد للمرّة الثانية على التوالي من بين 4 مشاركات). قناة "فرانس 24": "الجزائر الممثّل الرّسمي للعرب في المونديال" من جهته، ركّز موقع (فرانس 24) في نسخته العربية على تمثيل الجزائر للعرب مرّة أخرى، حيث أكّد أن (الخضر) نصّبوا أنفسهم كممثّلين رسميين للعرب في كأس العالم 2014. وجاء في التقرير: (أحرز المنتخب الجزائري تأشيرة التأهّل إلى مونديال 2014 لكرة القدم بالبرازيل بعد فوزه مساء الثلاثاء على بوركينا فاسو 1-0 بالبليدة في إيّاب الملحق الإفريقي، ليكون بذلك الممثّل الوحيد والرّسمي للعرب في العرس الكروي العالمي). قناة "MBC": "الجزائر تنفجر على وقع الأفراح" لم يتخلّف موقع (MBC) عن تغطية إنجاز (الخضر)، حيث أكّد أن زملاء بوفرة استحقّوا التأهّل بعد المشوار الرّائع الذي قدّموه في التصفيات، وذكر: (انفجرت الأفراح في كلّ مكان بالجزائر وليس في العاصمة فقط عقب الفوز على بوركينا فاسو بهدف مجيد بوفرة والصعود إلى كأس العالم بالبرازيل، ليكون الخضر المنتخب العربي الوحيد بين كلّ المنتخبات العربية في إفريقيا وآسيا). كما أثنى الموقع العربي الشهير على دعم الجمهور الجزائري المنقطع النّظير لأشبال المدرّب حليلوزيتش. صحيفة "المنتخب" المغربية: "ثعالب الصحراء سفير العرب في البرازيل" نقلت صحيفة (المنتخب) المغربية خبر تأهّل الجزائر إلى المونديال بكثير من الاحترام لأشبال حليلوزيتش، حيث ركّزت بدورها على جدارة الجزائر بتمثيل العرب مرّة أخرى في المونديال، وجاء في تقريرها: (نجح ثعالب الصحراء في حجز مقعد لهم في نهائيات كأس العالم 2014 بالبرازيل في أعقاب فوزهم التاريخي على منتخب بوركينا فاسو بهدف لصفر في إيّاب الدور الإقصائي الأخير عن المنطقة الإفريقية، والذي جرى بملعب البليدة بمدرّجات مملوءة عن آخرها. وسيكون المنتخب الجزائري السفير الوحيد لكرة القدم العربية في مونديال البرازيل بعد أن عجزت منتخبات مصر، تونس والأردن عن تخطّي الدور الإقصائي الحاسم والأخير). التأهّل في عيون التقنيين رابح سعدان: (الحمد للّه أننا فزنا وحقّقنا التأهّل الذي يعدّ الثاني على التوالي بعد سنوات الثمانينيات، هذا التأهّل إيجابي للكرة الجزائرية وللجزائر. كنّا بحاجة إلى الفوز، غير أن اللّقاء كان صعبا مثلما كان متوقّعا. الفريق كان تحت ضغط كبير، هناك أخطاء في اللّعب. المنتخب البوركينابي لم يتمكّن من تطوير لعبه، وهو الأمر نفسه بالنّسبة للمنتخب الجزائري ولم يظهر شيئا ملموسا). نور الدين سعدي: (الأهمّ هو الفوز، لا ينبغي أن نتشاءم من المردود لأن الأمر الذي كنّا بحاجة إليه هو المرور إلى المونديال. اللّقاء كان صعبا بالنّظر إلى الضغط الكبير الممارس على الفريق ومن الممكن جدّا إثر التغييرات التي تمّ إدراجها على التشكيلة الأساسية، الهدف محقّق وهذا الأهمّ). بوعلام لعروم: (حقّقنا الأهمّ وهو الفوز من أجل التأهّل وهذا ما كان الشعب بانتظاره، منتخب بوركينا فاسو كان محضّرا جيّدا لهذا اللّقاء ومبروك للجزائر والجزائريين. لا أرغب في التطرّق إلى الجانب التقني، يجب أن نترك الجميع ينعم بنشوة بلوغ نهائيات كأس العالم 2014 بالبرازيل ثمّ نتحدّث عن الجوانب الفنّية لاحقا). محمد حنكوش: (الفرحة كبيرة بعد التأهّل للمرّة الثانية على التوالي، اللّقاء لم يكن سهلا على الفريقين. الضغط كان كبيرا على اللاّعبين من أجل الفوز، والمستوى عموما لم يكن كبيرا لكن الأهمّ هو التأهّل إلى المونديال. الشوط الثاني كان مغايرا للأوّل بما أن اللاّعبين صنعوا اللّعب، إذ أنهم كانوا واقعيين وواعين بالمسؤولية. المنتخب البوركينابي كان قادرا على التهديف بالنّظر إلى الكرة الحديثة التي يلعبها لكن الحظّ ابتسم للجزائر، الآن يجب تحضير فريق تحسّبا للمونديال).