يعود هذه الأيام الشاب المنشد "جلول" إلى الواجهة بعد الانقطاع الذي عرفه مشواره المهني السنة الماضية على إثر قرار اعتزاله الفن ودخوله في مرحلة جديدة من مراحل حياته والتي يحمد عنها جلول الله ليل نهار، ويتمنى أن يحذوحذوه كل الفنانين الآخرين. "النهار" اتصلت بالمنشد جلول وأجرت لكم معه هذا الحوار الذي تحدث فيه عن قضايا الفنان المصيرية وأوضاعه المادية، ومعادلة نجاحهم في الفن دون أن يكون ذلك على حساب صلته بالله تعالى، كاشفا عن آخر أعماله التي خصصها لمحيط الأسرة وجوانب من القيم الاجتماعية، فضلا عن أمنيته لزيارة البقاع المقدسة معية أسرته. حاورته: زهيدة.ث * بداية، رمضان مبارك، الجمهور يريد أن يعرف آخر أخبار الشاب جلول، فما هي؟ - أحمد الله في كل لحظة لأنه هداني إلى الطريق المستقيم وأنا في عز الشهرة والمجد، وحب الجمهور المسكين هو الذي كان يشجعني ويدفعني دائما إلى الأمام. الحياة إذا أردنا رؤيتها بعيون قنوعة لا تساوي شيئا، وما عند الله أغلى، أعمل ليل نهار لأقنع زملائي الفنانين ليعودوا إلى الله ليعرفوا الراحة والسعادة الكبيرتين جدا مثل التي أعيش الآن. ** هل هناك من زملائك الفنانين فكر فعلا في اعتزال الغناء والتقرب إلى الله أكثر مثلك؟ بكل صراحة، ليس من السهل على أي شخص ترك الحياة التي كنا نعيشها رغم أننا نعرف جيدا أنها حياة مزيفة وخداعة ومليئة بالأشواك والصعوبات والخداع، كل الموجودين في الساحة الفنية اليوم يعرفون أن ما يعيشونه غير صحيح، لكنه ليس سهلا عليهم ترك الشهرة والأموال الكثيرة التي يربحونها يوميا والتي تذهب بسرعة أكبر من السرعة التي تأتي بها، أحاول بكل ما أتيت من قوة لأقنع كل الذين يسيرون في طريق الغلط، فمنهم من بدأ الصلاة في هذا الشهر الكريم مثل الهواري الدوفان ورضا، أنا أقول إن البداية تكون بالصلاة لأنها تنهى عن الفحشاء والمنكر وبعد ذلك يقتنعون من تلقاء أنفسهم أن ما يقومون به غلط ويتركون تلك الحياة المزيفة، وأنا مقتنع بهذا الكلام لأنني أعرفهم جيدا وأعرف أنهم أناس دخلوا هذا الميدان مجبرين نظرا للحياة الصعبة التي كانوا يعيشونها، ودخولهم عالم الفن سهل عليهم تحسين وضعيتهم المادية والاجتماعية أيضا. **حدثنا عن أعمالك التي تقوم به في هذا الشهر الكريم. أريد أن أقول أولا أن الشهرة تأتيك بكل الطرق وليس عن طريق الغلط فقط، الشهرة تأتي لكل إنسان يريد أن يفعل شيئا مفيدا للناس، وأنا شخصيا عندما أقوم بأي شيء الآن لا أبحث عن الشهرة والمال والمجد مثلما كنت أفعله في الأيام التي كنت فيها عبدا للشيطان والغرور، وإذا قمت اليوم بتسجيل ألبوم فيه أناشيد وأغاني تنهى عن الفحشاء والمنكر، ليس من أجل الشهرة أو المال بقدر ما هو توجيه للغافلين. أنا لا أقول أنني داعية أو شيخ، لكن أحاول أن أساعد بالقليل الموجود عندي وتوجيه الآخرين على الأقل لكسب بعض الحسنات لأن الرسول عليه الصلاة والسلام يقول "بلغوا عني ولوآية". نزل لي منذ أيام ،ألبوم جديد فيه أناشيد جميلة جدا عن تارك الصلاة، عن الزكاة، عن الصدقة، عن الوالدين والحث على الاهتمام بهما. وما زالت عندي عدة مشاريع أخرى من هذا النوع وسأحاول إدخال بعض زملائي الفنانين في هذا النوع من الغناء الذي ينهى عن الفحشاء والمنكر، كما لدي سهرات في جمعية نقدم فيها أناشيدا ودروس توعية للأطفال، وحفظ للقرآن الكريم ومدائح إلى جانب ألعاب ترفيهية ومسابقة لحفظة القرآن والجوائز ستوزع على الثلاثة الفائزين بمشاركة حميد عاشوري وجدو حسان ومراد خان. ** هل وجد جلول صعوبات مع منتجي الأشرطة لتسويق هذا الألبوم، وهم الذين تعودوا معك على الربح الكثير بالألبومات الأخرى؟ لا أبدا، بالعكس، كلهم رحبوا وأحبوا العمل وطلبوا مني أشرطة أخرى من هذا النوع الذي يتعلق به الجزائريون كثيرا. كل المنتجين الذين سبق لي التعامل معهم من قبل تسارعوا لإنتاج الشريط لي وأنا سعيد جدا بهذا، وهذا ما شجعني لبذل مجهودات أخرى لتسجيل ألبومات أخرى جديدة. الشهرة والمال ليست بالأشياء الخارجة عن شرع الله، والمال ليس كل شيء في هذه الدنيا. ** جلول يتكلم ويقول أن المال ليس كل شيء في الدنيا، من أين تعيش بعد اعتزالك الغناء؟ "اللي خلق ما يضيع" ولدي تجارة هذه الأيام أتقوت منها أنا وعائلتي، أستطيع أن أعمل أي شيء، كما لا يخفى عليكم أنني كنت مدرسا في تيزي وزوقبل احترافي الغناء، ولو استلزم الأمر سوف أعود للتدريس وكاد المعلم أن يكون رسولا. ** ما هي أمنية الشاب جلول؟ أن يرضى علينا الله ويغفر لنا أخطاءنا ذنوبنا، وأن يوفقني وأجمع بعض المال وآخذ العائلة إلى البقاع المقدسة لأداء مناسك العمرة. أشكر في الأخير كل الذين ساعدوني للوصول إلى ما وصلت إليه اليوم، وأنا مقتنع جدا به ومهما كانت الظروف والأحوال سوف لن أعود لليالي الحمراء والضياع الذي كنت أعيش فيه، وأنصح كل الفنانين بالتقرب إلى الله أكثر قبل فوات الأوان، أعرف جيدا أن المهمة ليست سهلة لكن بالإرادة والحب نتغلب على كل الصعوبات.