أكد مجلس الوزراء المصري اليوم الاحد التصدي بكل حسم للاعتداءات الارهابية على المواطنين والمنشآت المدنية والحكومية والمرافق العامة مشددا على عزم الدولة المصرية اجراء الانتخابات في وقتها دون تأجيل و استكمال خارطة الطريق للخروج من المرحلة الانتقالية مهما كانت التحديات والتضحيات. وأكد المجلس في بيان أصدره في وقت مبكر من اليوم في ختام اجتماع طارئ خصصه لبحث تطورات الوضع الامني في البلاد-- بعد حادث اغتيال 6 من عناصر الجيش بمحافظة القيلوبية -- على تشديد الإجراءات الأمنية على المرافق الحيوية والإستراتيجية في الدولة والرقابة على المنافذ الحدودية وملاحقة العناصر الإرهابية وتقديمها للعدالة مخولا كافة جهات القضاء المصري مدنية وعسكرية بنظر هذه الأحداث وفقا للدستور. وحث الدوائر الوزارية باتخاذ كافة الإجراءات التأمينية لتحقيق الحماية والأمن بالمرافق العامة التابعة لهم. وطلبت الحكومة من النقابات وكافة الهيئات والتنظيمات العمالية في مصر إرجاء المطالب الفئوية في هذه المرحلة الدقيقة. ومن جهته عقد مجلس الدفاع المصري اجتماعا طارئا الليلة الماضية برئاسة الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور لبحث مستجدات الاوضاع الامنية في البلاد و التهديدات الموجهة للأمن القومي المصري داخليا وخارجيا وذلك بعد ساعات من حادث اغتيال الجنود بمسطرد على اطراف القاهرة. كما بحث المجلس الجهود والخطوات التي تتخذها الحكومة بهدف ضمان امن واستقرار وكذلك جهود مكافحة الإرهاب ومحاصرته وتجفيف منابعه. كما تطرق المجلس في اجتماعه للترتيبات المتعلقة والإجراءات الأمنية اللازمة لتامين الانتخابات الرئاسية. ويأتي انشغال السلطات المصرية بالوضع الأمني بعد التصعيد المتواصل للأعمال الإرهابية التي امتدت خلال الأشهر الأخيرة بشكل لافت إلى المناطق الحضرية وسط الدلتا بعد أن محصورة سابقا في مناطق شمال سيناء. وأعلن التنظيم الارهابي "أنصار بيت المقدس" تبنيه لعملية اغتيال جنود حاجز مسطرد بالقيلوبية أمس فيما يرى مراقبون ورسميون أن العملية هي رد فعل على مقتل زعيم التنظيم الثلاثاء الماضي. وقال وزير الداخلية محمد ابراهيم ان استهداف حاجز مسطرد للجيش هو رد سريع من الجماعات التكفيرية على ملاحقة اجهزة الامن للعناصر الإرهابية ومقتل قائد تنظيم "يبت المقدس" في القاهرة وكذا مقتل زعيم التنظيم المدعو "ابو عبيدة". وحذر خبراء ومحللون أمنييون مصريون من جديد من تزايد وتيرة العلميات الإرهابية في الشارع خلال الأيام القادمة مع بدأ فعاليات الانتخابات الرئاسية المقبلة.وقال اللواء سامح سيف اليزل في تصريحات صحفية نشرت اليوم أن الجماعات الارهابية تحاول افشال خارطة الطريق وتعطيل المسار الديمقراطى في البلاد.وحسب الخبير العسكري المصري اللواء مختار قنديل فان مصر من رفح إلى السلوم ومن الاسكندرية حتى أسوان "أصبحت ساحة للحرب ضد الإرهاب" واعتبر أن مقتل كل أفراد الحاجز الأمني العسكري بالقيلوبية يعكس قلة تدريب الجنود على مواجهة الأعمال الإرهابية وعدم أخذ الأمور بجدية. فيما اعتبر محللون أن استهداف حواجز الجيش وسط البلاد يعد تطورا نوعيا على اعتبار أن الصدام انتقل من هجمات المتطرفين الإسلاميين على الشرطة إلى صراع مع المؤسسة العسكرية وهو ما سيؤدي إلى نتائج كارثية على الحركة الإسلامية حسب رأي احد قيادي الجماعة الإسلامية في مصر. ومن جانبه يرى الباحث المتخصص في شؤون الحركات الاسلامية بالمركز الفرنسي للدراسات ان الهجمات الارهابية تمثل فشلا واضحا للحلول الامنية محذرا من استمرار استهداف عناصر الأمن في حال غياب الحلول التي تسعى لايجاد ارضية مشتركة بين طرفي النزاع لحل أزمة الانسداد السياسي وما ينتج عنها من عنف.