تطرق وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة الى مواقف الجزائر في تدخلاته حول القضايا التي تمت مناقشتها في اثينا (اليونان) خلال الندوة الثالثة لوزراء الشؤون الخارجية للاتحاد الاوروبي والجامعة العربية. وقد تدخل لعمامرة خلال هذه الندوة التي تدوم يومين (10 و11 يونيو) حول القضايا المدرجة في جدول الاعمال والمتعلقة لا سيما بالتحولات التي تشهدها المنطقة والنزاع في الشرق الاوسط والوضع في سوريا والارهاب والحوار وكذا التعاون بين الاتحاد الاوروبي و الدول العربية ودور الجزائر في منطقة الساحل. وأشار في تدخلاته الى "الاهمية" التي توليها الجزائر للحوار الاوروبي العربي و"ضرورة " تطويره وتعميقه من اجل ترقية روابط التضامن والتقريب بين الشعوب وتكامل اقتصادات الطرفين مؤكدا أن هناك "تقارب لوجهات النظر بين المجموعتين وهي كما قال القرب الجغرافي والتاريخ والتبادلات البشرية والعلاقات الاقتصادية وكذا الارادة المشتركة في رفع التحديات المشتركة واستغلال امكانياتهما ومؤهلاتهما المتعددة في اطار منطق الرفاهية المتقاسمة. وفيما يخص النزاع في الشرق الاوسط اوضح رئيس الدبلوماسية الجزائرية أن الجزائر "مرتاحة" لكون البلدان العربية والاتحاد الاوروبي اتفقوا حول "ضرورة" "حل شامل وعادل ونهائي لهذه القضية". وأشار بهذا الصدد الى أن "اقامة دولة فلسطينية قابلة للاستمرار ومستقلة ووقف بناء المستوطنات و انهاء الحصار المفروض على غزة والعمل بالمبادرة العربية للسلام كلها عناصر قد تساهم في تحقيق سلام دائم في المنطقة". فلسطين:الجزائر تدعو الى استئناف فوري للمفاوضات أكد السيد لعمامرة في هذا السياق أن الجزائر تدعو الى "استئناف "فوري وفعلي" للمفاوضات قصد التوصل الى "سلام عادل ودائم" على أساس لوائح الاممالمتحدة ومبادئ ندوة مدريد حول السلام لا سيما مبدأ الارض مقابل السلام وخارطة الطريق والاتفاقات المبرمة من قبل الطرفين والمبادرة العربية للسلام. وأعرب عن ارتياحه لانضمام فلسطين التاريخي يوم 10 ابريل 2014 لاتفاقيات جنيف الاربعة وللبروتوكول الاضافي الاول والتي تعتبر كنصوص اساسية للقانون الانساني. واعتبر أن الامر يتعلق ب"مسعى "رمزي" ينبغي تعزيزه من اجل التوصل الى اقامة الدولة التي يتطلع اليها الفلسطينيون. واضاف الوزير أن الجزائر تدين الاعتداءات الاسرائيلية المتواصلة ضد مسجد الاقصى وتدعو المجتمع الدولي الى تحمل "مسؤولياته كاملة" من اجل حماية مدينة القدس. وأشار الى أن الجزائر تشيد باتفاق المصالحة المبرم بين الاطراف الفلسطينية والذي لطالما دعت لتحقيقه كونه يشكل حجر الزاوية لبناء دولة مستقلة عاصمتها القدس. وجدد لعمامرة دعوة الجزائر للفلسطنيين من اجل "مواصلة جهودهم نحو توطيد وحدتهم والصمود امام كل من يستفيد من استمرار الوضع الراهن و من الانقسام". كما دعا الى "سداد" قرار الجمعية العامة لمنظمة الاممالمتحدة التي أعلنت سنة 2014 "سنة التضامن مع فلسطين"والتي تأتي في سياق المصالحة الفلسطينية. تضامن الجزائر مع بلدان الجوار وأكد لعمامرة بشان التحولات الجارية في المنطقة تضامن الجزائر مع البلدان المعنية التي تربطها بها علاقات حسن الجوار والتعاون. ولدى تطرقه الى تونس جدد السيد لعمامرة تهانيه لتونس على المصادقة على دستورها الجديد وارتياحه لنوعية علاقات الصداقة والتعاون القائمة بين الجزائر وهذا البلد الجار. وبشان ليبيا أكد الوزير أن الجزائر تتابع "باهتمام" الاحداث الجارية في هذا البلد متمنيا أن "يستعيد هذا البلد الشقيق بسرعة السلم والاستقرار في اطار الخروج من الأزمة حفاظاعلى وحدته الترابية ووحدة شعبه". وأوضح أن الجزائر تعتبر أن الدول الحدودية مستعدة لتقديم دعمها المتعدد الاشكال لليبيا "البلد الجار" مذكرا "باهمية" المشاورات غير الرسمية التي انعقدت بالجزائر. وفي تطرقه الى الوضع في سوريا وبعد أن حيا "الوسيط السابق لمنظمة الاممالمتحدة والجامعة العربية في سوريا الأخضر الابراهيمي على"جهوده الحثيثة" من اجل البحث عن حل في هذا البلد جدد السيد لعمامرة دعوة الجزائر للمجتمع الدولي لبعث مسار جنيف 2 قصد التوصل الى اجماع لصالح حل سياسي للازمة السورية.