يواصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس جولته الخارجية في اطار الجهود الرامية لدعم طلب الحصول على لقب دولة مراقب غير عضو في المنظمة الاممية وهو المسعى الذي تواجهه اسرائيل بمزيد من العراقيل والتهديد بفرض الحصار. ولهذا الغرض يقوم الرئيس الفلسطيني بزيارة إلى سويسرا اليوم الاربعاء تليها اخرى الى فرنسا لطلب دعمها فى مسألة التوجه الفلسطينى إلى الجمعية العامة للامم المتحدة. وقال إبراهيم خريشى سفير فلسطين لدى الأممالمتحدة فى جنيف فى تصريح له إن الرئيس الفلسطيني سيلتقي مع عدد من المسؤولين فى مقدمتهم الرئيسة السويسرية الفيدرالية الحالية ايفيلين شلومف ووزير الخارجية ديدييه بوركهالتر رئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الشيوخ السويسرى". ومن المقرر أن يلتقى عباس مع السفراء العرب لدى العاصمة السويسرية برن وكذلك السفراء العرب من المندوبين الدائمين لدى الاممالمتحدة فى جنيف لاطلاعهم على الوضع السياسى الفلسطينى والخطوات الفلسطينية الخاصة بالتوجه إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة . وكان عباس قد أعلن أمس في كلمة أمام الاجتماع غير العادي لمجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري بالقاهرة أن السلطة الفلسطينية اتفقت مع الجامعة العربية على التقدم بطلب التصويت على انضمام فلسطين للأمم المتحدة كمراقب يوم 29 من شهر نوفمبر الجاري وهو يوافق اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني. واضاف " لقد قمنا بجولات في قارات العالم الخمس من أجل الحصول على أكبر قدر ممكن من أصوات دول العالم" أملا ب"تحقيق الأغلبية المطلوبة" ومؤكدا أن القيادة الفلسطينية تتعرض لضغوط "هائلة" لتتراجع عن هذه الفكرة. ومن جهته شدد السفير الفلسطيني في الجزائر حسين عبد الخالق امس الثلاثاء على ضرورة مساندة المسعى الفلسطيني في التوجه إلى الأممالمتحدة للحصول على لقب دولة مراقب معتبرا أن التصعيد الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة يهدف إلى صرف اهتمام المجتمع الدولي عن هذا المسعى. وقال أنه "يجب على كل الأطراف التي لها علاقة بالقضية الفلسطينية أن تدعم جهود القيادة الفلسطينية في مسعاها للحصول على مكانة دولة مراقب غير عضو في الأممالمتحدة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشريف". من جهته شدد عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" مفوض العلاقات الدولية نبيل شعث على "أهمية الدور الإسلامي في دعم الشعب الفلسطيني وخيار التوجه إلى الأممالمتحدة ". وقال في تصريح له "نريد من دول العالم الإسلامي القيام بدور فاعل ومؤثر في تعبئة الرأي العام والضغط من أجل المزيد من الدعم والتأييد لفلسطين في الأممالمتحدة". وكان وزراء الخارجية العرب جددوا دعمهم التام لمسعى منظمة التحرير الفلسطينية طلب رفع مكانة فلسطين كدولة مراقب غير عضو في الاممالمتحدة على حدود الرابع من جوان لعام 1967 بما فيها القدسالشرقية كعاصمة لدولة فلسطين وهذا في بيان ختامي صادر عن مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري في دورته غير العادية التي اختتمت الليلة بالقاهرة وحضر جانب من اشغالها محمود عباس. واكد الوزراء على توفير شبكة امان مالية بقيمة 100 مليون دولار في حال فرضت عقوبات على الشعب الفلسطيني داعين كافة التجمعات الاقليمية والاتحاد الاوروبي لدعم ومساندة الطلب الفلسطيني داعين الدول التي لم تعترف بعد بدولة فلسطين الى القيام بذلك اسهاما منها لتعزيز الامن الدولي. بدوره اكد السيد أكمل الدين إحسان أوغلى الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي في تصريحات صحفية أنه سيتم خلال "اجتماعات وزراء خارجية الدول الإسلامية المقرر عقدها في جيبوتي غدا الخميس التطرق الى القضية الفلسطينية والتي تدخل مرحلة جديدة مع استعداد السلطة الوطنية للتقدم بطلب العضوية غير الكاملة في منظمة الأممالمتحدة وهو ما سوف يحظى بالدعم الكامل والقوي من وزراء خارجية الدول الأعضاء بالمنظمة كما اضاف. دوليا فقد جددت الصين دعمها لمسعى الفلسطينيين رفع تمثيل فلسطين إلى دولة غير عضو في الأممالمتحدة مشددا على دعم بكين أيضا لجهود الشعب الفلسطيني لاستعادة حقوقه المشروعة لافتا إلى أن السعي لدولة مستقلة هو حق ثابت للشعب الفلسطيني يمكن أن يخلق أساسا لحل الدولتين. هذا وقد استنكرت الحكومة الفلسطينية التهديدات الاسرائيلية بفرض حصار على السلطة الفلسطينية وتجميد عائدات الضرائب الفلسطينية ردا على عزم السلطة التوجه الى الاممالمتحدة للحصول على عضو مراقب في المنظمة. ودعت الحكومة في بيان لها عقب اجتماعها في رام الله بالضفة الغربية الى ضرورة رفض التهديدات وعدم التسليم بها وتحمل مسؤولياتها الكاملة لمنع اسرائيل من تنفيذ تهديداتها. كما استنكرت الحكومة منع اسرائيل اللجنة الدولية لتقصي الحقائق بشأن المستوطنات الاسرائيلية من دخول الاراضي الفلسطينية وكذا تصعيد العدوان على قطاع غزة والذي كان آخره استشهاد ثمانية فلسطينيين في غارات اسرائيلية شنتها طائرات الاحتلال على القطاع. وقد أقدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم على اقتحام مخيم بلاطة شرق نابلس بالضفة الغربية فيما اعتقلت أربعة شبان فلسطينيين من المخيم. وكانت قد اقتحمت أمس المنطقة الغربية من بلدة حوسان غرب بيت لحم بالضفة الغربية كماواصلت الاستيلاء على مواقع في شرق جنين ووسعت مناوراتها العسكرية في قرى وبلدات جنوب وشرق المدينة وسط تحليق مكثف للطيران. وأدانت منظمة التعاون الإسلامي اليوم العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة والذي أدى إلى سقوط عدد من الشهداء والجرحى معتبرة ان ذلك يشكل تهديدا للأمن والسلم والاستقرار في المنطقة. واعتبر الأمين العام للمنظمة أكمل الدين إحسان أوغلى التصعيد العسكري المتواصل ضد القطاع يشكل"جريمة بشعة وانتهاكا صارخا للقوانين والمواثيق والاتفاقيات الدولية ويشكل تهديدا للأمن والسلم والاستقرار في المنطقة برمتها". كما دعا المجتمع الدولي والأممالمتحدة إلى تحمل مسؤولياتهم والتدخل العاجل لوقف هذا العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني وإلزام إسرائيل باحترام القانون الدولي.