تتجه الأنظار سهرة هذا الإثنين بداية من الساعة التاسعة صوب ملعب بيرا مينيرو بمدينة بورتو أليغري لمتابعة المواجهة الثأرية، التي ستجمع محاربي الصحراء والماكينات الألمانية لحساب ثمن نهائي مونديال البرازيل. ولئن كان المتألق فغولي وزملاؤه قادرون على تحقيق أرقام أكثر أهمية من التي حققوها حتى الآن منذ بداية الدورة في مباراتهم أمام ألمانيا ، رغم أن الأرقام التي حققها حتى الآن لاعبو المنتخب الوطني مكنتهم من دخول التاريخ، فإن الإنجاز الأهم مازال لم يتحقق بعد، ويتمثل في التأهل إلى الدور الربع نهائي من المنافسة، وهو ما سيكون سابقة وسيجعل هذا الجيل الذهبي يصنع تاريخ الكرة الجزائرية من جديد، ويفتح عهدا آخر بعد أن ظل الجميع منذ الفوز أمام ألمانيا في مونديال 1982 يتحدث عن هذا المنتخب، رغم أن المنتخب الوطني حصد لقبيه وإنجازيه الوحيدين بمنتخب 1990 الذي توج بنهائيات كأس أمم إفريقيا وب الكأس الأفرو- أسيوية.وحطم الخضر في البرازيل العديد من الطابوهات، حيث أنهى الغياب العربي عن الدور الثاني للمونديال على مدار عقدين، وسجل للمرة الأولى في تاريخ العرب وأفريقيا أربعة أهداف بنفس اللقاء، في الفوز على كوريا الجنوبية 4-2 ، بعد خسارة أمام بلجيكا 1-2 ، قبل أن يقطع تذكرة التأهل بالتعادل بهدف أمام روسيا في الجولة الأخيرة.احتلت الجزائر المركز الثاني في المجموعة الثامنة، لتجد في المواجهة ألمانيا المرشحة للقب وبطلة المجموعة السابعة بفوز كاسح على البرتغال بقيادة كريستيانو رونالدو برباعية نظيفة مع الرأفة، ثم تعادل بهدفين أمام غانا وفوز بهدف على الولاياتالمتحدة.وفازت الجزائر على ألمانيا في المباراتين اللتين جمعتا المنتخبين حتى الآن، لكن مواجهة اليوم من نوع آخر.حيث ستكون مباراة ملعب بيرا ريو في بورتو أليغري بين اثنين من أعلى مدربي البطولة خططيا ، البوسني وحيد حاليلوزيتش مدرب الجزائر ، والألماني يواكيم لوف ، فيما ستتحول المواجهة في الملعب إلى صراع بين فريقين لا يتعبان يقود أحدهما سفيان فيغولي وإسلام سليماني ورفيق حليش والحارس رايس مبولحي، والآخر توماس مولر (هداف المانشافت بأربعة أهداف) وفيليب لام وميروسلاف كلوزه الساعي للانفراد بلقب الهداف الأول لبطولات كأس العالم.ويعرف لوف ما ينتظره حيث يؤكد "إذا كان هناك من يصدق أو يعتقد -وأعتقد أن ذلك شعور عام بين الجماهير- أن الجزائر خصم سهل وأنه يمكننا البدء من الآن في التفكير بالمنافس التالي، فهو إذن يرتكب خطأ فادحا".وأكد لاعبو النخبة الوطنية أنهم سيلعبون المباراة التي ستجمعهم مع ألمانيا ، بروح قتالية واستماتة كبيرين ، سيما وأن الهدف تحقق بالبرازيل ، ولا يرزحون تحت أي ضغط ، مثلما يؤكده سليماني و بن طالب وسفير تايدر لمبعوث الإذاعة الجزائرية إلى البرازيل عبد الغني العايب، مشيرين إلى أن أجواء رائعة تسود المجموعة بعد التأهل التاريخي ، وحتى وإن كان المنتخب الألماني المرشح القوي لمعانقة كأس العالم ، فإن سليماني أكد أن الهدف من مباراة الإثنين ومن المشاركة في المونديال ككل هو التقدم نحو الأدوار المقبلة وكرة القدم ليست على الورق.وتتزامن المباراة مع بداية شهر رمضان واضطرار الملتزمين من المنتخب الجزائري للخضوع إلى فريضة الصوم. ويبيح الإسلام للمسافر عدم صيام رمضان، وتأجيل ذلك إلى مرحلة لاحقة، تماما مثل النساء الحوامل أو الأشخاص المرضى. وهو حل يعتمده بعض اللاعبين المسلمين الذين يشكلون أقلية في منتخبات مثل فرنساوألمانيا وسويسرا، لكن بعض لاعبي "ثعالب الصحراء" ابدوا التزامهم بالصيام مع ما ينطوي عليه الأمر من صعوبات لتزامنه مع أوقات اللعب.