جانب من همجية الإٍرهابين أعلن قيادي بارز في تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" يدعى "أبو المنذر" خروجه عن التنظيم المسلح والتحاقه بتنظيم "حماة الدعوة السلفية" الذي يتزعمه سليم الأفغاني والذي ينشط بالمناطق المحاذية بين ولايات عين الدفلى، الشلف وغليزان. وكشفت مراجع "النهار" أن المكنى "أبو المنذر" وهو من قدماء مؤسسي تنظيم "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" قرر الخروج عن إمارة "أبو مصعب عبد الودود" أمير تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" بعد أن سجل، كما نسب إليه أحد التائبين، وجود العديد من "التجاوزات الشرعية" خلال الفترة الأخيرة. وقال أحد خبراء الشأن الأمني أن "أبو المنذر" ويعرف أيضا باسم "أبو المثنى" وجه بارز ضمن القيادات الاساسية للتنظيم المسلح لكنه ظل أحد أبرز بمثابة نشطاء الظل الذين يتولون إدارة التنظيم المسلح في المنطقة الثانية في فترة عبد الحميد سعداوي المكني "يحي أبو الهيثم" الذي قضت عليه أجهزة الأمن قبل أسابيع بمنطقة القبائل. ويؤخذ على أمير تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" عدم حسمه في الكثير من التجاوزات الشرعية داخل التنظيم وعلى رأسها تنفيذ اعتداءات انتحارية ضد الجزائريين وخلفت في مجملها أزيد من 300 قتيل وعدد أكبر من الجرحى في سبعة عمليات انتحارية منذ 11 أفريل الماضي. كما إنتقد "أبو المنذر" قيادة التنظيم المسلح في كونها غلبت فكر الخوارج على المهج السلفي خلال السنوات الأخيرة وقد توضحت الصورة أكثر مع "استقالة" حسان حطاب في أوت 2004 وتعيين قيادات بارزة من رموز "الجماعة الإسلامية المسلحة" على رأس تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي". وقد تأكد توجه سيطرة جماعة "الجيا" على هذا التنظيم المسلح، كما نسب له مقربون منه، مع تعيين "حذيفة أبو يونس العاصمي" مؤخرا على رأس منطقة الوسط والذي لم يتردد في تركيز عملياته على إثنين من أبرز مساعديه وهما "أبو عمر البغدادي" وإسماعيل وهما الاثنين من براقي والحراش. وكانت التجاوزات التي عرفها التنظيم المسلح في الجزائر وراء قرار الرجل الثاني في تنظيم "القاعدة" أيمن الظواهري فصل "الجماعة الليبية المقاتلة" عن "القاعدة في المغرب الإسلامي" ووضعهم تحت إمارة "أبو الليث الليبي" مساعد أيمن الظواهري والذي تعتقد أجهزة الاستخبارات الأمريكية أنه مستقر بمنطقة وزيرستان بين الحدود الأفغانية الباكستانية. كما أن الاعتداء الانتحارية التي هزت الجزائر منذ 11 أفريل كشفت عن معامل فكر الخوارج حيث دان تنظيم "حماة الدعوة السلفية" بقيادة سليم الأفغاني هذه الاعتداءات وأبرزوا خروج أصحابها عن الفكر السلفي وهو نفس الموقف الذي اتخذه قبل يومين لسلوس مدني المعروف باسم "عاصم" أمير تنظيم "الجماعة السنية للدعوة والقتال".